عـــنـــدمــــا تـــرشــــق بـــســـهــــام
الـــــكـــــلام
يا أخي:
كــــن ثـــابــــتـــا واتـــكـــل عـــلـــى الـــلـــــــــــه.
ما هو الكلام في الحقيقة؟ ســوى كلام؟ انّه يتطاير في الهواء ولا يصدع
الحجر. إن كان ضميرك لا يبكتك على شيء، افتكر انّه ينبغي لك أن تتحمّل ذلك
الإفتراء حبّا للــه. انّه ليس بالشيء الكثير أن تتحمّل أحيانا بعض الكلمات، ما
دمت غير قادر بعد على تحمّل الضربات الشديدة. لكن يا أخي اسمع كلمتي، فلا تبالي
بكلام الناس الظالمين الحقودين، فلو قيل في حقّك كل ما يستطيع الخبيث اختراعه،
فأي ضرر يلحق بك من ذلك، إن أنت أغضيت النظر، ولم تحسبه أكثر من تبنة صغيرة؟
ألعلّ ذلك يستطيع أن ينتزع شعرة واحدة من رأسك. ولكن من يتوكل على الله، لا
يخشى من الناس شيئا.
فــقــول الـــرب:-
أنا الديّان المطّلع على جميع الأسرار. أنا أعرف الظالم والمظلوم.
لأنّني سأدين المجرم والبريء. ولكنني أردت قبلا أن أمتحن كليهما بقضاء خفي.
شهادة البشر تخدع غالبا، لكن حكمي حق وثابت ولا ينقض. ولا يمكن أن يخطأ، فاليّ
يجب الرجوع في كل حكم. إنّ الصدّيق لا يضطرب، مهما أصابه من قبل الله. وان قيل
في حقّه شيء ولو ظلما، فقلّما يبالي به. لأنّي أنا فاحص القلوب والكلى.( مز
7-10) لا أحكم بحسب النظر إلى الوجه، ولا إلى الظاهر البشري.
|