التدمير على نار هادئة
كثير من أطفالنا يعانون كثيرا
وتحمل في ذكرياتهم الإهمال الأبوي والحط من القيمة الإنسانية للطفل.فالتضييق
والمحاصرة النفسية هي أسلوب في المعاشرة يتبعه بعض الأشخاص في كل الأزمان وفي
كل المجتمعات، هدفه تدمير الآخر على نار هادئة والتلذذ بإيذائه وحرقه نفسيا.
إنه نوع من العنف النفسي أو العقدة النفسية المتأصلة في الطفل الذي لم يعالجه
الأهل في بدايتها ولم يتنبهوا إليها. فهذا العنف النفسي ميدانه الأسرى وضحيته
تفضل السكوت وعدم البوح بجحيمها الداخلي المتأصل فيها.
وقد تكون ضحية هذا الجحيم ( فتاة
أو شاب) عانت منذ طفولتها الأولى من أزمنة حقيقية في علاقاتها بإحدى الوالدين،
أو إنّ هذه العلاقة البعيدة تحمل في نفسها ذكريات الإهمال الأبوي والحط من
القيمة الإنسانية للطفل سواء أكان طفل أو طفلة ولعل أغلب ضحايا هذا النوع من
العنف الصامت يكون من البنات اللواتي حملن في ذاكرتهن آثار الشعور بضرورة
الخضوع وإطاعة الأوامر وتقبل أي عمل يؤدي إلى مسح شخصيتهن وتسطيحها.
ولكن هنا تبدأ الصحوة ويبدأ
الانتقام ابتداء من الأبوين الذين أهملاها منذ الطفولة وتركاها تترعرع في بيئة
مختلفة منذ صغرها إلى أن تصل من حولها من أفراد الأسرة. فهنا يكون الدمار أشد
وأقوى بسبب الحقد والكراهية التي تكنه لديهم.
وأخيرا أقولها وبكل صراحة: ماذا ينفع الدواء حين يستأصل الداء. |