قــــــــــد أكــــــــــمــــــــــل (يــو 19: 30)

          أجل يا أحبّائي هذا هو هتاف النصر والفرح لإلهنا البار الذي استطاع أن يكمّل رسالته التي أعطاه إياها الآب. لقد استطاع أن يكمّل كل بر. وكمّل بر الناموس كلّه. وصاح أمام الناس( من منكم يبكّتني على خطية)(يو 8 –46).استطاع أن يكمّل أعمالا لم يعملها أحدا من قبل. واستطاع أن كرز ببشارة الملكوت ويقول للآب( أنا مجّدتك على الأرض... أنا أظهرت اسمك للناس الّذين أعطيتني من العالم... الكلام الّذي أعطيتني قد أعطيتهم... الّذين أعطيتني حفظتهم... ولم يهلك منهم أحد...عرّفتهم اسمك... وسأعرفهم)( يو 17). وهكذا أكمل النبوآت، وأكمل الطاعة، وأكمل كل بر. وأكمل عمله الكرازي، وأكمل الحب.ثمّ صعد على الصليب ليكمل الفداء والكفارة والخلاص، ويكمّل عمل المصالحة الّذي به يصلح السماويين مع الأرضيين.

          أجل يا أحبّائي فوق هذا المذبح، وضع الله عليه إثم جميعنا. من آدم إلى آخر الدهور. بكل ما فيها من بشاعة ودنس وخيانة وضعف وزنا وفجور وكذب وسرقة وقتل وحسد وكبرياء.حتّى صاح الإبن قد أكمل.وكما كملت الخطايا الموضوعة على كتفيه، كمّل أيضا العار الواقع عليه. وفي كل هذا تعرّض لكافة الإهانات. البسوه الثوب الأرجواني واكليل الشوك، وصلب بين لصّين ليحققوا فيه قول الكتاب: ملعون كل من علّق على خشبة. وهكذا صار لعنة لأجلنا. وفوق الخشبة أيضا أشبعوه إهانات وسبّا.وكما كمّل عاره كملّت آلامه بالجسد. وكمّل الغضب الواقع عليه. دفع الثمن كلّه. وقدّم نفسه فدية. وظلّت النار تشتعل حتّى حوّلتها إلى رماد.

          أجل يا أحبّائي إلى هنا يكون قد أكمل عمل الخلاص للجميع. واستطاع نسل المرأة أن يسحق رأس الحيّة. واستطاع أن يدمّر مملكة الشيطان. وأصبحت الكفّارة كاملة للكل. الآن انشق حجاب الهيكل، ويفتح الطريق أمام قدس الأقداس.... لقد كمل الصلح، وكمل الرجاء أمام القدّيسين الراقدين.ولم يبقى إلا أن يقدّم الرب كجبّار. ويتقلّد سيفه على فخده ويستلّه وينجح ويملك. لذلك صاح هتاف الفرح والإنتصار. هتف به الرب وصارع وملك. استطاع أن يشترينا بثمن، ويؤسس ملكوته الروحي، ويحطّم مملكة الشيطان الذي كان يدّعي من قبل( رئيس هذا العالم)( يو 14: 30).

          إذن يا أخي: ليتك تضع أمامك كل هذا الشعار الجميل( العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته).