يــا أبــتــاه فــي يــديــك أســتــودع روحـــي (لوقا 23-46)

 

          أيـهـا الأحــبــاء:

            لقد أكمل الرب عمله على الصليب، كما أكمل عمله الذي كان له قبل الصليب. ولكن بقي له عمل واحد ألا وهو أن يسلم روحه إلى الآب. وأن ينزل إلى الجحيم ويبشر الراقدين على الرجاء، وينقل هؤلاء القديسين إلى الفردوس، فاتحا أبواب الفردوس المغلقة منذ أيام الخطيئة الأولى. لذلك إذ أتم الفداء، لم يعد هناك داع للتأخير.إذن عليه أن يخرج من هذا الجسد ويكمل عمل الخلاص ويسلم الروح ليحل موعد عملها بعد الموت.وهكذا صرخ بصوت عظيم(يا أبتاه في يديك أستودع روحي). في يديك أنت أستودعها، وليس في يدي غيرك( أنا من عند الآب خرجت، وأتيت إلى العالم،وأيضا أترك العالم وأرجع إلى الآب.(يو 16-28). كم اشتاق رئيس هذا العالم أن يقبض على هذه النفس، لكنه لم يستطع، لأنه قال: لي سلطان أن أضعها ، ولي سلطان أن آخذها أيضا.(يو 10: 17-18).

             إن روح لعازر المسكين عندما خرجت من جسده، حملتها الملائكة. وروح العذراء حملها المسيح، أما روح المسيح فيحملها اللــه الآب. كيف صرخ المسيح بصوت عظيم بعد كل هذا التعب والإرهاق الذي تحمله؟ إن صراخه في ساعة الموت دليل على انه له قوّة أخرى فوق قوة الناموس، أي دليل على لاهوته.وكان ذلك أيضا دليلا على انتصاره على الشيطان الذي زعزعه وقهره. وبهذا الانتصار خلّص العالم كلـه. وسحق رأس الحية. فقد أسلم السيد المسيح روحه في يد الآب، هذا دليل وطمأنة لنا على خلود الروح. وإنها لا تنتهي بالموت الذي هو مجرد نقطة عبور من حياة إلى حياة. المهم في ذلك أين تستقر هذه الروح بعد موتها؟

             فهنا أسأل هذا السؤال: هل أنت مطمئن على مصير روحك؟ أي بعد عمر طويل. هل ستودعها في يدي المسيح؟أو ستحملها الملائكة مثل روح لعازر؟أم سيقبض عليها الشيطان لتكون معه؟ الجواب إذن: إذا أردت أن تستودعها في يدي المسيح، فيجب عليك أن تبتعد عن كل دنس وعن كل خطيئة، والتصق بالرب مثل الملاك، وتأكد سيسمعك صوته الجميل وهو يقول لك: ( أنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي).(يو:28-29). وانتبه من أن تحاربك الخطية بفكر أو بشهوة.