ما فائدة فاعلية هذه الكلمات في
حياتنا كمسيحيين أبناء الله
أيها الأحباء: إن
هذه الكلمات الغالية التي قالها المسيح على الصليب، لها فاعلية كبيرة في حياتنا
اليومية هذا إن كنا مسيحيين حقيقيين ونريد أن نتبع السيد المسيح.لذلك علمنا المغفرة
لكل من أخطأ إلينا، فهذا شرطا لازما لنا، ففي البداية نأخذ مغفرة لنا،ثم المغفرة
لغيرنا.فكما قال المسيح( إن غفرتم للناس زلاتهم، يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي.وان
لم تغفروا للناس زلاتهم،لا يغفر لكم أبوكم أيضا زلاتكم). (متى 6: 14 – 15).فنقول
أغفر يا رب لمن أهانني وأتعبني وألصق بي التهم.ولتكن مغفرتك عن حب لا عن
اضطرار.فالمسيح غفر لصالبيه، فكيف أنت.قل انّي صامت لا أرد الشر بالشر، وبهذا تكون
قد صعدت على الصليب، ودخلت في شركة آلامه: وغفرت للمسيئين لأنهم لا يدرون ماذا
يفعلون.
وعلمنا أيضا كيف نكون
معه في الفردوس. كما قال للص اليمين. إن اللص اليمين علق على الصليب لأنه مذنب
وارتكب شرور كثيرة في حياته لذلك استحق الصلب. ولكن وهو على الصليب وفي آخر ساعة في
حياته على الأرض طلب المغفرة من السيد المسيح. وفي الحال جاوبه الرب وقال له اليوم
تكون معي في الفردوس. فلنتشبه بذلك اللص ونصلي ونعلن أيماننا واعترافنا وتوبتنا.فهل
قدمت للرب كل هذا حتى تستحق أن تكون معه في الفردوس؟ فهذه عبارة مشجعة جدا تمنع
اليأس وتهب الرجاء.وعلمنا أيضا أن نذكره دائما حينما نقول( اذكرني يا رب).
إذن يا أخي لا تمل من
الصلاة والطلبة. قلها في كل حين،ومن أعماق قلبك، وبإيمان وثقة ( اذكرني يا رب ).وثق
انه سيستجيب لك. لا تترك العدو يحاربك بالخجل.كن مثل العشار الذي في عمق خجله قال:(
ارحمني يا رب).واللص عارف بخطيئته قال( اذكرني يا رب). فمن أجل حنانه ومحبته
وغفرانه سنظل نقول:( اذكرني يا رب).حتى ننال منه الوعد بالفردوس.
نعم أيها الأحباء: إن
الفردوس بدون الرب لا قيمة له.ولا نعيم،لأن النعيم الحقيقي هو أن نكون مع الرب،
ويكون الرب في وسط شعبه، يتمتعون به، بحبه وبصحبته وبنوره وبأبويته وحنانه. لذلك لا
تطلب الفردوس بل أطلب الرب نفسه.فاللص اليمين وبساعات قليلة استطاعت أن تمنحه صحبة
الرب إلى الأبد.لأنها ذات عمق وعمق شديد، وصل بها إلى عمق قلب الله.فإذن ليس المهم
الوقت الذي تقضيه مع الرب بل المهم في عمقه.فكلمة واحدة بعمق تقتدر كثيرا في فعلها.
قل هذه الكلمة يا أخي وعش في عمق الصلة، لتصل إلى أعماق الله.
|