أحــــد مـــيـــلاد الـــمـــســـيـــح

 

هذه الرواية من لوقا هذه اللوحة الإنجيلية كأنه نحن عم نحضر تصوير هذا نهج لوقا الرسام. نستطيع أن نقسمها إلى خمسة أقسام أريد أن أتحدث عنهم الإطار التاريخي الذي تم فيه الميلاد حدث الميلاد بحد ذاته ليتروجية السماء التي صارت في بيت لحم البشارة للرعاة التي حملوها شهادة والكنيسة عم تواصلها.

 

          الإطار التاريخي: هو الإحصاء للمسكونة صدر أمر من أغسطس قيصر لتكتب شعوب المسكونة كلها إحصاء تاريخي لأول مرة تعمله الإمبراطورية الرومانية التي كانت باسطة ملكها على كل أرض المعروفة. كل العالم المعروف وقتها كان اسمه الإمبراطورية الرومانية. والذي يحدد الزمان والمكان الذي فيه تم تجسد ابن اللـه في ملء الأزمنة بسبب الميلاد والحدث التاريخي يأخذ التاريخ معناه وأبعاده بتصميم اللـه. تاريخيا نعرف أن الميلاد حدث في بيت لحم بعهد أغسطس قيصر في ولاية كورينايوس على المنطقة الجغرافية من المملكة الرومانية التي كان اسمها سوريا وفلسطين كانت ضمن هذه المنطقة الجغرافية وفي مناسبة الإحصاء، نحن ليس أمام حدث لا نعرف كيف صار إنما محدد في هذا الإطار. لاهوتيا نحن ندرك أن التاريخ البشري تاريخنا أحداث حياتنا اليومية، هي في خدمة تصميم اللـه ألخلاصي يتحقق تصميم اللـه ألخلاصي المكتوب في اللـه منذ الأزل يتحقق بتاريخ حياتنا اليومية وبأحداث حياتنا اليومية، المدنية والروحية والعائلية والاجتماعية. وتوجد أزمنة محددة من هنا قال بولس الرسول: وفي ملء الزمن بالنسبة لتاريخ طويل له أحداثه وله وجوهه. لا نستطيع أن نفصل حياتنا اليومية وأحداثها عن تصميم الخلاص. ومن هنا نعرف أن نبدأ نهارنا ونقرأ أحداث حياتنا الحلوة والمرّة نريد أن نعرف نقرأ فيها تصاميم اللـه. هذه معناها أن يد اللـه الخفية هي التي تقود التاريخ البشري. لا نستطيع أن نقول التاريخ بيد أحد، لا بيد السلاطين ولا بيد أحد. التاريخ تقوده يد اللـه الخفية. هذا هو الرجاء الذي أنشدوه الملائكة يوم الميلاد. وهكذا نحن نريد أن نعرف كيف نتطلع على التاريخ ولا مرّة نعتبر أن التاريخ صار مسدود ولا مرّة نريد أن نعتبر أحداث البشر بيد أحد لا أشخاص ولا أنظمة ولا قوى لا عسكرية ولا سياسية ولا مالية. لكن التاريخ بيد خالقه وبالتالي التاريخ بيد مخلصه. البشر مدعوين يعرفوا يقودوا تاريخهم في ضوء تصاميم اللـه. هذا معناه غير صدفة صار الإحصاء. صار الإحصاء متزامنا مع مسيرة من تصميم اللـه الخلاص. وإحدى القراءات الروحية هذا ابن اللـه الذي صار إنسان وتسجل بسجل البشر، جاء حتى يسجل كل البشر في سجل الحياة. هكذا نريد أن نعرف نقارن بين تاريخ الأحداث وتصميم اللـه. ولد في عائلة من الناصرة عائلة مقدسة بزمن الاحصاء حتى يفتدي كل البشرية. هذا الإطار التاريخي مع مفهومه الذي يقدمه لنا الميلاد. ولاحظنا عندما قرأنا لكم اليوم ولد المخلص.

 

          حدث الميلاد: وهما هناك تمت أيام مريم لتلد فولدت ابنها البكر ووضعته في مذود، مكان ميلاد ابن اللـه بالطبيعة البشرية في ضيعة صغيرة لا بل في مذود ولكن هذه الضيعة الصغيرة هي مسقط رأس داؤد مدينة داؤد قرب أورشليم لأن المسيح ينتمي إلى سلالة داؤد من جهة يوسف ومن جهة مريم الذي هما ينتميان إلى سلالة داؤد، ومن جهته شخصيا لأنه هو الملك الموعود الملك المنتظر الذي قال عنه الملاك لمريم بالبشارة ويجلس على عرش أبيه داؤد ويملك ولا يكون لملكه انقضاء. وأيضا ليس صدفة يكونوا قد أتوا من الناصرة بزمن الاكتتاب وليس صدفة تمت أيامها لتلد في مدينة داؤد. جلس في بيت لحم على عرش داؤد. البلدة صغيرة مذود رمز الفقر رمز التواضع لم يولد بأورشليم مدينة داؤد المدينة التي فيها عرش داؤد ومملكة داؤد والتي هي رمز الغناء والقوة والسلطة والكبرياء والتلسط، ليس هناك ولد هناك صلب بأورشليم صلب حتى يفتدي القوة والمال والسلطة والعظمة التي تقود الناس مع الأسف أنهم يتجبروا ويتسلطوا، وشغلة نعرفها بالعادة عند معظم الناس ليس كلهم عندما يكون معهم نقود أو عندهم قوة أو تثقفوا أو أخذوا سلطة فكروا حالهم فوق اللـه، ويتجبروا ويتسلطوا ويتنكروا للإله ويصيروا يتعاطوا مع الناس وكأنهم دجاج بقنهم أو كأنهم مواشي بمزارعهم، وهكذا مأساة البشرية هذه الرموز افتداها بموته. هذه القراءة الروحية القراءة اللاهوتية التي نقرأها ليس فقط نأخذ الحدث هكذا ولد في بيت لحم في مذود وانتهى الموضوع، لا يوجد شيء عند الرب انتهى الموضوع هذا المتجسد هو الكلمة، الكلمة المتكلمة يكلمنا بمثله، بلسانه وبتصرفاته. هذا علامة أيضا انه سر المسيح لا يقبل إلا في القلوب المتواضعة في القلوب الفقيرة للـه، للقيم، هذه القلوب وحدها تستطيع أن تقبل سر المسيح. تتذكروا صلاته وهي: يا أبتي يا سيد السماء والأرض لأنك أخفيت كل هذا عن الحكماء والفهماء وأظهرتها للأطفال. القلوب المتحجرة، المنخلقة، الذي فيها أنانية، العقول المتغطرسة ما فيها تقبل سر المسيح.

 

          المكان بيت لحم: ليس الناصرة التي هي ضيعته ويوسف ومريم. والإنسان عادة يولد في ضيعته ولد ببيت لحم من بعد مسيرة أربعة أو خمسة أيام بينت الناصرة وبيت لحم حوالي 150كلم. لماذا؟ دليل على أن هذا الذي لم يولد في بلدته وفي بيته ليس من هذا العالم ويريدنا أن لا نكون من هذا العالم ولو كنا منه. لو أراد لنا أن نكون من هذا العالم العايش في عتيقه العالم العايش بشره بخطيئته بعاداته لا يريد منا أن نكون من هذا العالم. وهكذا صلى صلاته الكهنوتية قبل موته( يا أبتي أنا لا أصلي لتخرجهم من العالم، أنا أصلي لتحفظهم من الشرير، لأنهم ليسوا من العالم كما أنا لست من العالم أيها الآب قدسهم بالحق إن كلمتك هي الحق). نعم نحن ولدنا من العالم ولكن لسنا من هذا العالم يعني لا نستطيع أن نعيش شؤون العالم وفقط، ليس العالم سيجتذبنا إليه بترابه، لكن نحن سنرفعه إلى فوق. هذه الذي اسمها فضيلة أساسية بالحياة فضيلة التجرد فضيلة الفقر فضيلة هالخروج من التقوقع من العادات المنحرفة، نحن بمسيرة حج مستمرة الذي حج علينا من فوق هو وضعنا بمسيرة حج نحو اللـه. هذا العالم الذي نحن بحاجة إننا نرفعه. وهذا دليل أيضا انه لم يولد بالناصرة بل ببيت لحم أنه مملكته التي تسلّم زمامها عندما ولد بمدينة داؤد الملك بالنسب.

 

 مملكته ليست من هذا العالم كانوا منتظرينه مسيح سياسي، محرر، لأنهم كانوا عايشين تحت نير الاحتلال الروماني، وفكروا انه هذا المسيح الذي جاء ليحررهم. وبعده بالمفهوم اليهودي لحد اليوم أن المسيح لم يأتي. المسيح القادم هو الذي سيعطيهم الملك الزمني لكل هذه الدنيا. مسيحنا ليس مسيح زمني، حتى الناس تختلط عندهم الأمور، يتطلعوا على الكنيسة، على رجال الدين من منظار أن هؤلاء سيحملون لنا الخلاص الاجتماعي والسياسي. ومن النادر أن ينظروا إليهم أنهم جماعة الخلاص الروحي. وإذا لم تكن أمامهم للشؤون السياسية، وإذا لم تلبي طلباتهم المادية أنت لا تسوى شيء. هي ذاتها لا جديد تحت الشمس بعد الذهنية دائما تتطلع من الوجهة المادية. حتى ربنا حتى صلاة بعض شعبنا إذا ربنا ما لبّالي صلاتي لأنه عندي مريض ببيتي عزيز على قلبي أطلب له الشفاء وإذا ما شفي ومات أقول: لشو ربنا. وما معنا ربنا لا يهتم فينا؟ يعني لا نفكر أنه اليهود وحدهم عندهم هذه النظرة نحن كمان يوجد عندنا نظرة كثير مادية بعلاقتنا مع اللـه ومع الكنيسة. المملكة التي جاء يبنيها ليست من هذا العالم وقالها لبلاطس على قوس المحاكمة.                                                         

عندما سأله بلاطس أنت ملك اليهود؟ هكذا قالوا لي انك ملك اليهود قال له نعم. لكن مملكتي ليست من هذا العالم المملكة التي بدئها في بيت لحم هي ملكوت اللـه الذي دخل في العالم البشري. ملكوت اللـه هذا الزرع الحبة الذي زرعها بميلاده والذي بدا بها ملكوت اللـه، اسمه الكنيسة. وليس الطائفة لأن الطائفة هي الوجه الاجتماعي التاريخي الكنيسة ملكوت اللـه سر اللـه في العالم. وإذا جاز التعبير أول كنيسة هي يسوع المسيح الإله الإنسان الذي يسميها الإنجيل الرب يسميها يشبه ملكوت اللـه ويعطينا تشابيه مثل: حبة صغيرة صارت شجرة، شبكة ألقيت في البحر وجمعت من كل جنس. كل التشابيه الذي يعطيها عن الملكوت هذه هي مملكة المسيح الذي معناها الكنيسة سر وأداة وعلامة الإتحاد مع اللـه الوسيلة للاتحاد مع اللـه ووسيلة وحدة الجنس البشري. هذه هي المملكة التي أسسها يسوع المسيح الذي هو ملكها وجالس على عرشها إلى الأبد ولن يكون لها انقضاء هي الملكوت هي الكنيسة.

 

الكنيسة هي الوسيلة التي فيها كل إنسان قادر أن يدخل في علاقة عميقة مع الثالوث وبالتالي توجد علاقة وحدة وسلام مع كل الناس. هذا ملكوت اللـه الماشي في التاريخ يكتمل في نهاية الأزمنة في الملكوت. هذه النبوءة التي قالها ميخا النبي 7050 سنة قبل الميلاد وأنت يا بيت لحم إنك أصغر عشائر يهوذا ولكن منك يخرج ملك يرعى شعبي أصوله منذ القديم منذ أيام الأزل. ونحن نعطي الدليل أنه كيف رينا فعلا هو الذي يقود بيده الخفية كل التاريخ، نحن نريد أن ننفتح ونعرف نقرأ علامات حضور اللـه بأحداث حياتنا اليومية. وهذا دليل أخيرا أن يسوع ولد في بيت لحم وليس في الناصرة. إن يسوع لم يولد من زرع بشري بل من عذراء متزوجة وقد حبلت به بقوة الروح القدس مثل ما الملاك وصل لمريم ومثل ما بين ليوسف. ولهذا السبب تعمد لوقا يقول: وذهب يوسف من الناصرة مع مريم خطيبته وهي حبلى. عمدا لم يقل زوجته ولكن بالفعل هي زوجته وبالمفهوم القانوني أصبحت زوجته لأنه بعد البيان ليوسف بعد ثلاثة أشهر من البشارة عندما رجعت من عين كارم من عند اليصابات، وقام من نومه وأخذ مريم امرأته إلى بيته ولم يعرفها فولدت ابنها البكر.

 

لوقا عاد وأكد على بتولية وعذرية الأم مريم زوجة يوسف. ولدت ابنها البكر: أي بكر؟ بكر لإخوة آخرين؟ لا! كلمة بكر لا تعني أنه يوجد ورائه إخوة البكر هو أول مولود، وتسميه الشريعة اليهودية أول فاتح رحم هو البكر، لكن يسوع هو البكر، وبالمفهوم اللاهوتي الذي شرحه بولس الرسول وقال: انه البكر لإخوة كثيرين برسالته لأهل روما يكر لشعب اللـه الجديد بداية هذا الشعب الجديد المؤلف من أفراد نحن منهم، البكر رأس البشرية الجديدة هو يسوع. ويكمل بولس برسالته لأهل قولوسي إن هذا الذي هو ابن اللـه الوحيد وصورة اللـه الذي لا يرى هو بكر جميع البرايا. ويقول يوحنا في بداية إنجيله الذين ولدوا من اللـه لا من رغبة رجل ولا من رغبة جسد بل من اللـه ولدوا. هذا المخلص بموته وقيامته ولدت معه البشرية الجديدة لأجل هذا شبهها بحبة القمح.

 

خمسة أيام قبل موته وأسبوع قبل قيامته يوم الشعانين جاءوا أناس من اليونان أرادوا أن يتعرفوا على يسوع قال لهم تكلم عن سره وسرهم، حبة الحنطة إذا وقعت في الأرض وماتت أعطت ثمرا كثيرا. بهذا التشبيه البسيط شرح لنا من نحن، نحن الذين ولدنا بالمعمودية وأصبحنا بالابن الوحيد أبناء للـه نحن أصولنا والمعمودية هي من موت المسيح وقيامته. نعم هو البكر ونتكلم إخوة من مريم هو البكر لإخوة من موته وقيامته، البشرية كلها. لأجل هذا الكنيسة والمسيحية تحمل كلمة رائعة: أيها الإخوة. هذه الكلمة التي استعملها الرب يسوع من بعد قيامته، ولا مرة استعملها قبل موته وقيامته وعندما قال كان يقول لهم اذهبوا وقولوا لإخوتي. المسيحية عندا تبطل تكون جماعة الأخوّة فقدت كل شيء. والمسيحية عندما تنظر إلى الناس بفآت هؤلاء منا وهؤلاء مش منا بطلت تكون مسيحية. نحن إخوة لبكر واحد اسمه يسوع المسيح هذا هو حدث الميلاد وهو حدث كل واحد منا. نحن بخاطر هذا المولود حتى يخلق شعب جديد شعب الأخوّة.

 

ومريم البتول هذه الأم البتول في بيت لحم هي أم يسوع التاريخي في أورشليم يوم موته أصبحت أم المسيح السري وصارت هي أيضا أم البشرية كلها هذه البتول هذه العذراء بشخص يوحنا عندا التفت إليه ولها وقال لها يا امرأة يا أم الحياة يا أم الحياء هذا ابنك. لم يكن هناك غيره لم يبقى أحدا بجانبه ولو كان أحدا هناك لقال أبناءك ولكن بشخص يوحنا كل إنسان كان حاضر فأصبحت مريم أم كل إنسان، وبخاصة هي أم الكنيسة أم المسيح السري والكلي. وستكون مريم أيقونة الكنيسة يعني مثل ما هي مريم أم وبتول الكنيسة هي أم وبتول أم تلد المؤمنين بالكلمة والمعمودية ونحن منهم، وهي بتول أعطت إيمانها لعرسيها يسوع المسيح عريس الكنيسة وتحفظ هذا الإيمان بأمانة كامل ونقي من جيل إلى جيل. نحن أبناء هذه الكنيسة وأبناء هذه الأم السماوية هذه القراءة التي تقرأها الكنيسة.

 

ليتروجيا السماء مجد الرب أشرق عليهم وبغتة ظهر كثير من جنود السماء يسبحون اللـه ويقولون المجد للـه في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبنتي البشر. هذا ظهر إلهي الذي صار في ليتروجيا سماوية احتفلت بحدث تمم وجمع الماضي والحاضر والمستقبل الذي هو ميلاد المسيح. وبرسالة بولس لأهل أفسس يقول: ابن اللـه يسير بالأزمنة إلى تمامها فيجمع في ذاته كل شيء مما في السماوات ومما على الأرض. هذا الطفل المولود في مذود كان حاضر فيه اللـه حاضر فيه كل الثالوث ومع هذا الحضور الإلهي نزل جنود السماء الملائكة على الأرض ونظروهم بعيونهم الرعاة واحتفلوا بدخول المسيح يسوع إلى العالم مثل ما قال بولس الرسول برسالته للعبرانيين ومستند على المزمور 97 قال اللـه عند دخول الابن إلى العالم فلتسجد له جميع ملائكة اللـه. الليتروجية المحافظة عليها الكنيسة لكن الليتروجية لتي هجرها كثير من الناس ونحن نعرف وأنتم تعرفون أعداد هائلة من المؤمنين متخلفة عن ليتروجية يوم الأحد. ونحن نعرف انه لو جاءوا بعض هؤلاء لملئوا الكنيسة.ولكن أين الباقون؟؟؟

 

ما هي إذن ليتروجيتنا التي نحتفل بها على أرضنا؟ هي تواصل واستباق لليتروجية السماء. ومعناها الأصلي اليوناني واللاتيني العمل العام يعني خدمة يقوم بها الشعب لخير الشعب وبالتقليد المسيحي هي مشاركة شعب اللـه في عمل اللـه، أوّل ليتورجي خدم الخير العام هو يسوع المسيح وأول ليتروجية عملها هو تجسده وموته وقيامته هذه هي التي احتفلوا بها جنود السماء. وهذه أيضا نحن الذي نحتفل بها هذا العمل العام العمل الخلاصي للبشرية. هذه الليروجية في يسوع الفادي والكاهن الأعظم هو هو يواصل في الكنيسة ومع الكنيسة وبواسطة الكنيسة هو في الليتروجية يواصل عمل فدائنا. الليتروجية التي نحتفل بها في كنائسنا على الأرض هي تواصل ليتروجية المسيح. والكاهن والجماعة التي تقل ليتروجيتهم وانه غير منظور هو الكاهن الأزلي يسوع المسيح. وهنا ونحن نحتفل بعمل اللـه العظيم العمل العام عمل الغد الذي بعده مستمر عبر كل أب وأم عمل الخلق الذي بعده مستمر بعقل الإنسان بالثقافة بالعمل الاجتماعي بالسياسة بالاقتصادي بالفني. كل عمل فيه خير عام هذا تواصل للخلق. نحن نحتفل بعمل اللـه لخالق وبما أنه سر المسيح متواصل في الأسرار وفي الذبيحة نحن نحتفل بتجسد الرب وبموته وبقيامته وبحلول روحه القدوس هذا هو العمل العام الذي منه خلاص كل البشرية.

 

 هذه هي الليتروجية التي نحن نحتفل بها. وبذات الوقت نحن نستبق ليتروجية أورشليم السماوية وهذا يقتضي أن الليتروجية التي نحتفل بها تحتاج إلى تمهيد وإتقان واحترام وإطار يليق بالعزة الإلهية. مرات الناس تضيق عينهم عندما يروا بالكنيسة كؤوس من ذهب أو عصي أو تيجان أو حلى ويقولوا لماذا هذا؟ هؤلاء للاحتفال بهذا الإله الذي خلقنا وافتدانا وما يزال يكمل عمله معنا. أو يقولا هذه الليتروجية ليست لنا هذه للختيارية، للكهنة، للرهبان، للراهبات، للأولاد الصغار، للمهووسين الذين بعدهم مصدقين، إنني أقولها بمرارة لكن لا أقولها بدينونة، أنا أعتقد أنه شعبنا يجهل ما هي القيمة العظيمة لليتروجية الأحد لأنه يجهلها، فالإنسان عدو ما يجهل. وكل هذا نعمله ليدرك الإنسان هذه العظمة العمل الذي يعيشوه يوم الأحد هي تواصل لهذه الليتروجية الإلهية. وليس نحن وحدنا باحتفال الليتروجية والذين معنا غير منظورين الثالوث والملائكة غير منظورين ليس كل يوم ربنا سيعمل لنا أعجوبة نحن هنا نعيش بالإيمان الذي ظهر ببيت لحم، هذا يظهر كل يوم أحد هو بيت لحم ميلاد الرب كل يوم أحد بذبيحة الرب هي ذبيحة الفداء كل يوم احد هو سر القيامة المتواصل، هو العشاء السري‘ ذاته ليس نسخة ليس استنساخ هو ذاته في هذا الآن‘ اليوم ولد لكم المخلص هذا اليوم هو كل يوم لأن اللـه لا يخضع لتاريخ ماضي ولا لمستقبل اللـه هو هذا الحضور مع كل إنسان وفي كل زمان ولهذا هو يقود التاريخ. نحن بالنسبة لألنا التاريخ على الساعة ولكن عند الرب لا عند الرب هو الحضور.

 

البشارة لرعاة بيت لحم أبشركم بفرح عظيم يكون للعالم كله لقد ولد لكم اليوم المخلص الذي هو المسيح الرب للرعاة الفقراء، البسطاء كانت البشرى العظيمة وهو أول إعلان للإنجيل إنجيل الخلاص. واللفظة الأصلية أبشركم أصلها أوأنجلكم يحمل لكم الخبر المفرح ولد المخلص لأجل هذا نسمي الإنجيل إنجيل الخلاص. هي ذات اللفظة التي استعملها يسوع المسيح ذات يوم بهيكل الناصرة قرأ من أشعيا روح الرب عليّ مسحني وأرسلني لأأنجل المساكين. تمت هذه الكتابة التي كتبت من 700 سنة أنا هو المأنجل أنا هو هذا الخبر المفرح. أأنجل المساكين والفقراء. في الكتاب المقدس والإنجيل هم الناس الفقراء إلى اللـه التي مهما كبرت ثروتهم وعلمهم بهذا العالم يبقوا يشعروا بأنفسهم أنهم فقراء إلى اللـه وقيمه وخيراته ونعمه وتجلياته. الفقراء والمساكين في الإنجيل هم المتواضعون الودعاء الذين بروح الطفولة يفتحوا عيونهم وعقولهم وأياديهم وقلوبهم إلى اللـه مثل الطفل أمام أمه وأبه( إن لم تصيروا كالأطفال لن تعاينوا ملكوت اللـه) ما فينا نراه ولا نقبله إلا بروح الطفولة، هؤلاء الذين اسمهم الفقراء والمساكين.

 

 هم الناس المرهقون تحت نير الظلم والاستضعاف والاستعباد لا يستطيع الإنجيل الوصول إلى القلوب المتحجرة ولا يستطيع الوصول إلى العقول المغلقة على ذاتها لا يستطيع الناس الملآنين من ذاتهم ولا الناس المكتفين بحالهم وحالتهم الذين لا يستطيعون هؤلاء هم. لا يستطيعون الناس العايشين بالنعمة أو عايشين باليأس لا يستطيعون أن يقبلوا الخبر المفرح الإنجيل هؤلاء كلهم فقراء ومساكين. هؤلاء الذين أعلن لهم الإنجيل يوم الميلاد. مضمون هذه البشارة السارة (أبشركم بفرح عظيم) مضمونها الفرح العظيم. يسوع هو فرح البشرية ليس عبء البشرية. مثل البلدان المتعلمة وأمامها الغرب صار يسوع المسيح عبء عليهم، يسوح المسيح فرح البشرية وكثير من الناس معتبرينه عبء عليهم. عندما تكلمهم عن الإنجيل عن التوبة عن القداس عن القربان،يسوع المسيح هو الفرح العظيم هو فرح بحاجة له كل الناس وفرح مقدم لكل الناس وقال لهم: أبشركم بفرح عظيم يكون للعالم كله.

 

افتحوا الأبواب للمسيح بل شرعوها، مثل كثير من الناس الذين لا يدخلون الكنيسة بل يبقون على باب الكنيسة. ادخل كلك صلاة افتح قلبك افتح أبوابك للمسيح شرعوها! مين؟ أنتم أيتها الدول افتحوا حدودكم للمسيح، أيتها الأنظمة الاقتصادية والسياسية انفتحي على المسيح أيتها الحقول الواسعة حقول الثقافة والحضارة والإنماء افتحوا أبوابكم للمسيح لا تخافوا. فالمسيح يعرف ما في داخل الإنسان هو وحده يعرف. البشرية لا راح تلاقي فرحها ولا سلامة ولا طمأنينتها طالما أنظمتها وثقافاتها وحضاراتها مغلقة على سر المسيح الإنسان يعيش مأساة كبيرة الاقتصادية، الثقافية، الأخلاقية، السياسية، الاجتماعية لأنها مغلقة على الخبر المفرح. اليوم ولد لكم المخلص هو يوم اللـه الذي سيصبح يوم الإنسان هذا اليوم يومي أنا ولد يسوح المسيح لي وقالها بولس جاء ليخلص كل الناس الذين أولهم أنا. جاء ليخلص كل الخطأ الذي أولهم أنا. يسوع ليس شخصية مبهمة مجهولة لا أعرف لمن لكل واحد منا هذا هو اليوم، ولد لكم المخلص. أنه بداية الزمن المسيحاني زمن الخلاص زمن الذي تنتهي فيه الأزمنة السابقة زمن تكتمل فيه كل الأزمنة هو الزمن الأخير والحاسم.

 

 اليوم إذا سمعتم صوته لا تقسّوا قلوبكم يوم الرب يوم حاسم. وقال: من كان معي فهو لي ومن ليس معي فهو عليّ. لا يوجد أحد يقول هذا لا يعنيني، لا راح تلاقي خلاصك ولا فرحك إذا ما التقيته. هو الزمن الأخير والحاسم لخلاص جميع الناس. كل يوم من حياتنا هو صدى لهذا اليوم. إنه عمانوئيل اللـه معنا لخلاصنا، هذه الرسالة التي حملتها الكنيسة وأيضا توصلها كل يوم لإعلان إنجيل الخلاص إنجيل التحرير تحرير الإنسان من كل أعداء ومن كل شيء ينزع منه الفرح والسلام الحقيقي الداخلي. هذا المخلص الملاك سماه المسيح الرب. والمسيح معناه الذي مسحه الروح القدس في طبيعته البشرية المتحدة بالشخص الإلهي مسحه النبي والكاهن والملك. والذي أشركنا بمعموديتنا بالمسحة وأصبح اسمنا مسيحيين ليس لأننا مقيدين على القيد أننا مسيحيين، يعني من الطائفة المسيحية لقد أصبحنا مسيحا آخر شركاءه في العمل النبوي والكهنوتي والملوكي وهذه هي كرامتنا الذي ما أحد له فيها أي استحقاق، هذه من نعم اللـه الكبرى.

 

كتب بطرس أما أنتم أيها المؤمنون فإنكم ذرية مختارة وجماعة الملك الكهنوتية وأمة مقدسة وشعب اقتناه اللـه افتداه اللـه بدم المسيح للإشادة بآيات الذي دعاكم من الظلمات إلى نوره العجيب لم تكونوا بالأمس شعب اللـه أما الآن فأنكم شعبه. وهذا المخلص المولود اسمه الرب يعني الذي يخلص بقدرته الإلهية فيعطي الخيرات ويحرر من الشرور. الكنيسة تحمل هذا المسيح الرب الذي هو يتمم الخلاص للناس. ليس فلان يعمل الخلاص الذي يعمل الخلاص هو يسوع المسيح. لكن الكنيسة هي الحاملة يسوع المسيح للبشرية.

 

شهادة الرعاة خلصت القصّة انتهى المشهد العظيم الذي خبرنا عنه لوقا رجعت عتمة الليل قالوا لبعضهم سيروا بنا إلى بيت لحم لنرى الكلمة، الكلمة المتجسدة، ولا مرة كان يسوع المسيح كلمة في الهواء ولا مرة الإنجيل كلمة في الهواء هو كلمة متجسدة بالإنسان بالثقافة بالأنظمة بالحضارة، التي أعلمنا عنها الرب. وذهبوا مسرعين ورءوا العلامة طفل بمذود ومريم ويوسف ومواشي وبعد أن رءوا أخبروا بما قيل لهم ثم رجعوا يسبحون اللـه ويهللون. بصمت الليل وببساطة القلوب سمع الرعاة بشرى الرب.

 

إخوتي أخواتي إعلان الخلاص يأتي من اللـه ليس نتيجة بحث الإنسان ليس بحث بشري الخلاص معطى من اللـه ومعلن من اللـه والمبادرة هي من اللـه نحن بحاجة إلى صمت الليل وإلى بساطة القلوب حتى نسمع. اللـه الذي يكلمنا واللـه لا ينسمع بالضجيج اللـه لا ينسمع بقلوب متكبرة متحجرة مغلوقة على همومها وعلى ملذاتها بالصمت وبالبساطة فينا نسمع. أسرعوا ليروا والملاك أعطاهم علامة هذه قصة كل يوم لا بل هي قصة كل يوم أحد الرب يخاطبنا ويوحي لنا بوجهه ويتجلى تحت علامات بسيطة خبز وخمر بالقداس والمؤمنون يسرعوا صار وقت القداس مثل الرعاة وكثير يبطؤا ليس معنيين بالموضوع. ما هو الذكى الحاد الذي يقوله أنا بصلي بالبيت. أن لا أريد أن أذهب إلى الكنيسة لأتفرّج على الناس، من الذي قال لك أن الكنيسة صندوق للفرجة؟ الكنيسة فيها يتجلى اللـه ذاهب لكي أرى اللـه، ولما عيني النقية ترى اللـه راح أشوف الناس هلي هربان إني أشوفهم راح أشوفهم غير شكل راح أشوف جمال اللـه عليهم. نضحك لأنه شيء يضحك لأنه كمان شيء ببكي يعني نضحك لكي لا نبكي عندما نرى شعبنا بمعظمه أين صار. ونتساءل لماذا الدنيا لورى؟ هذا السبب! الدنيا لورى لأنه رافضين الحياة التي أتت لعندنا. كتب يوحنا عن كل جيل ( أتى إلى خاصته، وخاصته لم تعرفه) هذا الميلاد يذكرنا بكل هذا.

 

رءوا الرعاة العلامة وتأملوا وآمنوا، رءوا وآمنوا لذلك خبروا على الذي سمعوه المسيحية نستطيع أن نختصرها بكل شيء فيها هي سماح وخبر مفرح نسمع من اللـه نؤمن ونخبّر هذه هي كل المسيحية نخبّر كل الناس وهكذا ختم الرب رسالته يقولها مرقس بختامة إنجيله: اذهبوا أنتم الذين رأيتم والذين سمعتم اذهبوا في الرض كلها وأعلنوا بشارتي أعلنوا الفرح لجميع الناس إلى الخلق أجمعين. ورجعوا الرعاة ليسوا حاملين شيكات ما أعطوهم شيكات. رجعوا فرحين مهللين مسبحين ماذا أعطوا؟ أعطاهم معنى لحياتهم. ولا مرة كانت وسائل العيش تشبع الإنسان، الإنسان بحاجة إلى سبب العيش ونعمة العيس أكل بالغنى أو بالفقر بالصحة أو بالمرض بالنجاح أو بالفشل ما راح تلاقي فرحك ياما في قصور كلها تعاسة وياما في أكواخ كلها سعادة المهم تعرف تلاقي معنى لحياتك. يسوع المسيح جاء لكي يعطي معنى لحياتك ولحياة كل واحد منا ولما يعطي معنى لحياتي يخلقنا في هذه الدنيا حتى تعمل شغل وتعطي نكرة للتاريخ.

 

ونعود إلى الليتروجية الذي غنوها جنود السماء بالميلاد وغنوها الرعاة وأول ليتروجية بشرية بالعهد الجديد هي ليتروجية الرعاة عادوا مسبحين مهللين. ماذا نعمل بالكنيسة نحن؟ نهلل ونسبح على ما سمعنا وما رأينا وما اختبرنا.

 

نحن في الميلاد نواصل السماع والرؤية ونقل الخبر ورفع آيات التسبيح من أجل عالم يتخبط في الظلمات لقد وافا هذا العالم المظلم شارق من العلى يسوع المسيح.

 

أمـــــــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــــــن