أحـــد
بـــيـــان يـــوســـف
الملاك الذي بشّر زكريا
ومريم باليقظة، زكريا بالهيكل ومريم في بيتها هو ذاته بشّر يوسف بالمنام وهكذا
تكتمل البشارات الثلاثة التي أوحى اللـه ذاته فيها، كشف ذاته من جهة وبذات الوقت
كشف سر الإنسان إنسان كمعاون للـه في عمله الخلاصي. والإنسان الذي كشف سره بعمل
اللـه الخلاصي هو يوحنا المعمدان ومريم ويوسف وهم نموذج لكل واحد منا، معناها أن كل
واحد منا له دور في تاريخ الخلاص معاون للـه في عمله الخلاصي بالحالة التي هو فيها
بعمره وبإمكانياته، وبيّن اللـه من خلال البشارات أن العائلة هو المكان الذي فيه
يتواصل الوحي الإلهي أي أن اللـه بقلب العائلة من خلال حياة العائلة أن يكشف عن
ذاته وكل عائلة عم تختبر اللـه في حياتها عم تختبر وجه اللـه وبذات الوقت تبين أن
العائلة أفرادها هم الذي دعاهم الرب لمعاونته في عمله الخلاصي.
أحد البيان ليوسف يسبقه عيد
مهم وهو الحبل بلا دنس للدلالة على انه مقاصد اللـه ثابتة وتعلن في حينها.
عندما الرب كوّن مريم أي عندما حبلت بها أمها حنّة من زوجها يواكيم مثل كل الناس
اللـه وتدخل وعصمها من الخطيئة الأصلية الخطيئة التي يولد فيها كل إنسان خطيئة آدم
التي نحن نتوارثها. لكن لا احد يعلم هذا تصميم اللـه منذ القدم. في ملء الزمان يقول
مار بولس الرسول الرب أعلن قصده في هذه المرأة حواء الجديدة. مرت الأيام بالبشارة
ليوسف تبين أنه لماذا عصمت مريم من الخطيئة الأصلية؟ إذا اللـه سيد التاريخ عنده
مقاصد وتصاميم على التاريخ البشري، ثابت في مقاصده يتممها في حينها كل واحدة بوقتها
هذا الذي اسمه ملء الزمن بحياتنا اليومية.
سنتأمل بتكامل البشارات
الثلاثة ثم البيان ليوسف والحبل بلا دنس وما العلاقة بينهم والعمل البشري بالأسرة
تكامل البشارات الثلاثة. لقد قلنا كلمتين مهمين هم مفتاح اليوم بهذه البشارات: 1-
اللـه يوحي بذاته. 2- يكشف سر الإنسان في البشارة لزكريا بشرى بمولد يوحنا. اللـه
أوحى ذاته أنه صادق في وعده ومستجيب لصلاة الأبرار زكريا استجيبت صلاتك بآخر
عمرك لكن استجيبت صلاتك لأن اللـه صادق في وعده. لكن اللـه يتمم مقاصده فينا
ليس بساعتنا لكن بساعته هو ونحن نسير دائما وساعة ربنا أجمل من ساعتنا. أراد أن
يكون لهم ولد مثل كل أم وأب ثمرة حياتهم. ( الثقافة الغربية في وقتنا الحاضر لا
يريدون ولد ولا زواج يريدون مساكنات حرّة فقط).
نحن أيضا نطلب ما نحتاج،
يمكن ربنا ما يستجيب بساعتها لكن ربنا أعطاهم ولد لم يخلق مثله بعد بشارة يسوع: (
لم يولد مثل يوحنا من مواليد النساء) أعطهم ولد الذي معه انتهى كل العهد القديم ولد
اختصر كل الأنبياء الذي قبله وولد أول رسول بالعهد الجديد ولد مهمته أن يكون الفجر
أمام شمس يسوع المسيح الطالة على الكون. ولكن لكي يهيئ قلوب البشر لمجيء الرب
يسوع.نعم! اللـه يستجيب لكن على ساعته لكن يستجيب غير شكل، يستجيب على قياسه نحن
نريد شيء بسيط لكن اللـه يعطينا أكثر مما نطلب. ندع كل واحد يفكر بمجرى حياته
ليكتشف أن ربنا سبّاق بعطاياه هكذا أعلن سره ببشارة زكريا أعلن وجه اللـه وأنه يفقد
شعبه ولا يترك شعبه السائر في ظلمات هذه الدنيا في مشاكل الحياة. تبين أن اللـه غني
بالرحمة وقال لهم سموا هذا الولد يوحنا (يا هو حنان = الله رحوم) هذا وجه من وجه
اللـه تبين بهذه البشارة.
كشف سر الإنسان بشخص يوحنا
المعمدان، إن الإنسان يوحنا مثله كل إنسان نموذج أنه هو الصوت ( الإنسان هو الصوت
الذي يسبق الكلمة) الصوت الذي يحمل الكلمة الذي يعبّر عن الكلمة. هذه قيمة الإنسان
أنك أنت الذي تعلن الكلمة الخفية أنت الذي تعلن اللـه وإذ أنت صمت مثل ما كثير
بأوروبا مات اللـه يعني مات اللـه بقلوب الناس. مات اللـه على لسانه أصبحوا لا
ينطقون بكلمة اللـه. الإنسان كل قيمته أنه صوت، ليس صوت بلسانه بل صوت بأفعاله
صوت بوجهه للـه الغير منظور والغير مسموع. قيمتك أنك أنت تسمّع هذا الصوت، يوحنا هو
البشير الناطق بكلام اللـه إذا نحن ما تكلمنا بكلام اللـه يعني أنت غير موجود أنت
بشير بهذا الكلام. الإنسان مثل يوحنا هو الفجر الذي يعكس اقتراب طلوع الشمس كيف
يطلع الفجر يعني الشمس الذي بدأت تولد بدأت تنعكس في الآفاق وبدأ الضوء يطلن هذا هو
انعكاس الشمس، الإنسان هو فجر المسيح أنظروا إلى هذه القيمة المعطاة للإنسان.
الإنسان غير المرتبط باللـه لا طعم له لا يسوى شيء. والإنسان يكبر مقدار ما يخلق
علاقة مع اللـه أو يصغر بمقدار ما يقطع العلاقة مع اللـه.
الإنسان بشخص يوحنا تبين
أنه السابق الذي يمهد طريق المسيح إلى العقول وإلى القلوب أنت سابق المسيح. خاصة
الأم والأب ببيوتهم هم الذين يهيئوا طريق المسيح إلى قلوب أولادهم إلى عقول
أولادهم. في البشارة لمريم يتجسد ابن اللـه أعلن أنه يولد اللـه ابن اللـه ومريم هي
أمه. أوحى اللـه عن ذاته أنه بشخص المسيح اللـه إله واحد في ثلاثة أقانيم. نعلن
بالبشارة سر الثالوث الآب الذي أرسل الابن هو يأخذ جسد من مريم بقوة الروح القدس،
هذا الإعلان الكبير الذي أعلنه يوم البشارة أعلن عن ذاته لأنه اللـه الواحد وليس
بثلاثة آلهة. هو الآب خلق الكون- هو الابن خلّص الكون بتجسده- هو الروح القدس يحيي
الكون. ولو لم يكن اللـه ثالوث لكانت مصيبة ما كان اللـه ولو كان له علاقة مع
العالم كله سوا لا كان العالم انخلق ولا كان العالم افتدي ولا كان العالم يخلص أو
يتجدد. وأعلن اللـه أنه المسيح كلمة اللـه المتجسد يوطّد في الأرض مملكة اللـه
ويعطيه الرب الإله كرسي داؤد يقول الملاك ويملك إلى الأبد ولا يكون لملكه انقضاء.
هذه المملكة الجديدة التي
افتتحها يسوع بالعالم هي ملكوت اللـه التي ظهرت منظورة في الكنيسة ليس الكنيسة
الحجرية بل جماعة المؤمنين التي هي جسد المسيح السري. هذه الكنيسة بعنصرها الإلهي
بحضور الثالوث فيها والعنصر البشري هذا اللقاء بين الألوهية والبشرية بين السماء
والأرض هذا هو ملكوت اللـه الذي ابتدأ مع التاريخ بالكنيسة ويكتمل بنهاية الأزمنة
بالأبدية في السماء. هذا أيضا إعلان يوم البشارة وكشف في البشارة لمريم سر الإنسان
بسر مريم التي هي تفوق كل الخلائق، لكن هي نموذج لكل إنسان نموذج للكنيسة مريم
الإمرأة لأنه بالبشارة ليوسف سيبين الإنسان الرجل كشف وجه المرأة إنها هذه المرأة
وكل امرأة هي زوجة تحب وأم تعطي الحياة عذراء طاهرة تقدم ذاتها بسخاء وتجود
بطاقاتها دون حساب.
لندع كل امرأة ترى
شخصيتها بهذه المرأة المرآة وبذات الوقت هي أم نقية عذراء طاهرة تسخوا وتعطي بدون
حساب وهي أم نقية روحية تشفع وتحمي وتواكب الحياة البشرية من بدايتها حتى نهايتها.
هذه هي المرأة وكل امرأة أنثى تؤنس المجتمع وتنعش البيت كما الروح يؤنس الجسد
وينعشه. مريم بفائق جمالها كانت هذه المرأة ولذلك هي نموذج لكل امرأة انكشف
بالبشارة لمريم سر المرأة.
ثم في البشارة ليوسف بشرى
أبوية ليسوع وهو ليس أبوه بالجسد لكن هو أبو يسوع المخلص والبشارة ليوسف بعذرية
مريم زوجته العذراء البتول الذي لم تساكنه هي أم ولكن أن بقوة اللـه بالروح القدس
ولكن هو أب هذا المولود. ما أوحى به اللـه كيف كشف ذاته بهذه اللوحة إنه بشخص
الابن يصير اللـه إنسان وهو اللـه يأخذ الطبيعة البشرية بشخصيته يصير اسمه بالتاريخ
يسوع المسيح ويتضامن مع الإنسان بشتى مراحل حياته ويصير هذا الإله الإنسان حاضر
بقرب كل إنسان بكل ظرف بكل حالة وحاضر معه بالكلمة. (كلامه مصباح لخطاي) حاضر معنا
ليس على جنب حاضر معنا وانه يخاطبنا، حاضر معنا بنعمته التي تشفينا وتقوينا
وتقدسنا. حاضر معنا بمحبته التي ترحمنا والتي تستوعبنا إلى منتهى الدهر.
وبالواقع بالبشارة ليوسف
اتضح له أن هذا المولود من مريم هو عمانوئيل أي اللـه معنا. لاحظتم انه من بشارة
إلى بشارة اللـه يوحي ذاته ويكشف ذاته ولم تخلص البشارات كل أب كل إنسان حامل بشارة
رينا أعطاه إياها ويكشف من خلالها عن ذاته وبذات الوقت ينكشف سر الإنسان الذي يحمل
له ربنا هذه البشرى. وكشف سر الإنسان بالبشارة ليوسف أنه هذا الإنسان الرجل
بالمساوات وإن المرأة تساوي الرجل وبعدهم الناس يعتبرونهم أقل، بالمسيحية لا ولكن
بغير أديان ليست بمستوى الرجل. انكشف بشخص يوسف أن الرجل هو زوج أمين للوعد الذي
قطعه مع زوجته وأنه رجل مسؤول رجل يتعهد لشريكته حياته بإخلاص، ويحمي كرامتها وأب
محل يتفانى بالعمل في إعالة الأسرة ورعاية الحياة البشرية، مسؤول يحافظ على الكنزين
كنز مريم وكنز يسوع. كل رجل حامل وحامي كنزين زوجته الذي وضعها الرب على طريقه
وتبقى كنز. وسأقولها للرجال الذين نسوا من جهتهم أنهم هم كنز وللنساء الذي نسوا
أنهم كنز وإن الأسرة تتكون من اثنين وكل رجل حامل كنزين زوجته وأولاده.
الأنثى لكي تعرف شخصيتها
تنظر إلى مرآة مريم وكذلك الرجل ينظر إلى مرآة يوسف حتى يعرف معنى رجوليته كزوج،
كأب وكمسؤول. والذي يكون رجل يجب أن يكون مثل يوسف. والتي تكون امرأة يجب أن تكون
مثل مريم. هذا هو سر الإنسان الذي انكشف وكل واحد منا أكان أنثى أو رجل يكون على
صورة يوحنا.
البيان ليوسف والحبل بلا
دنس: أولا: نجد بالبيان ليوسف الأسس الكتابية واللاهوتية للحبل بلا دنس يعني أمومة
مريم للإله المتجسد، لماذا اللـه عصمها من الخطيئة الأصلية؟ لأنه كان يهيئها أن
تكون أم الإله المتجسد. لا يعقل أن تكون حاملة خطيئة أم القدوس. ثانيا: لأنها هي
العذراء الكلية النقاوة، قال له الملاك: امرأتك كلية النقاوة بحلول الروح القدس هي
حبلى بالقدوس وهذه هي شريكة بالجسد وبالفداء وبالخلاص البشري. وهي أول من نالت
الخلاص لأجل هذا عصمها اللـه يعني حقق الخلاص فيها قبل الخلاص. هذا كله بالبيان
ليوسف بينما ربنا سبق من زمان وعصم مريم وهيئها، معناه إن الرب سباق يخطط ويصمم
قبلنا لخيرنا أكثر ما نحن نفكر أن نصمم.
في البيان ليوسف نجد نحن
بطريقة غير مباشرة عقيدة الحبل بلا دنس، أول فكرة مريم زوجة يوسف التي بعد ما نقلت
إلى بيته ولم تساكنه وهي الحبلى من الروح القدس بيسوع الإله الذي يخلص شعبه من
خطاياهم. هنا وبطريقة غير مباشرة تعلن أمامنا حقيقة الحبل بلا دنس. كيف؟ المرأة
العذراء نبوءة نجدها بأول كتاب من العهد القديم في سفر التكوين أول صفحة هي استباق
من ملايين السنين للإنجيل وظهرت هذه المرأة العذراء بدون رجل عندما خاطب الرب الحية
التي تمثل الشيطان الذي أوقعت آدم وحواء بهذه الخطيئة الأصلية. يقول للحية: أجعل
عداوة بينك وبين المرأة بين نسلك الشيطان وأعوانه ونسلها يسوع المسيح هو نسل المرأة
يسحق رأسك المخلص وهي شريكته هذا المخلص, وأنت الحية الشيطان تترصدين عقبه ( يعني
أكثر من كعب رجله ما فيكي تطلعي). هذه النبوءة ظهرت لمريم لا رجل معها هي وابنها.
العذراء الأم هذه النبوءة التي كشفها أشعيا النبي قبل 600 سنة قبل المسيح وقال:
يؤتيكم الرب آية ها إن العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعى عمانوئيل إلهنا معنا وهذه
النبوءة العذراء الأم نجد لها صور كثيرة بالكتاب المقدس. ومن رموزها: العليقة
الملتهبة المشتعلة التي لم تحترق رآها موسى وظهر اللـه من خلالها وكلم موسى كلمه عن
الفداء والخلاص لشعبه هي العذراء الأم. ثانيا: عصا هارون بمصر عندما قال للسحرة
مدوا عصيكم على الرض فأصبحوا تنانين ولكن عصا هارون ابتلعت كل التنانين وصارت مريم
التي أنجبت نسلها وابتلع التنين هي عصا هارون. ثالث صورة هي جزة جدعون التي امتلأت
من الندى وحدها هذا كان طلب جدعون من الرب ليكشف له إرادته هي ترمز أيضا إلى
العذراء مريم الأم التي هي الجزة التي امتلأت الندى السماوي يسوع المسيح. وأيضا
لدينا صورة بسفر الأناشيد رمز لمريم العروس الذي يسميها البستان الحديقة المقفلة
وفيها ينبوع ماء مختوم العذراء الأم.
رأيتم أن اللـه سيد التاريخ
واللـه ماشي بهذا التاريخ يتمم مقاصده ساعة بساعتها وحسب ساعته، مريم الأم العذراء
أيضا هي كانت تحفظ في قلبها تصميم كانت مصممة أن تكرس نفسها للـه ولذلك سألت الملاك
عندما قال لها ستحبلين وتلدين ابنا: كيف يكون لي هذا وأنا لا أعرف رجلا؟ من هذا
السؤال كان التصميم في قلبها أن تستمر عذراء بتول في الزواج. من يكرس كليا نفسه
للـه؟ هذا الذي في قلبه حب كبير وإيمان كبير. هل كان في حب وإيمان أكثر من مريم
البريئة من أي دنس خطيئة شخصية أو أصلية؟ هي التي سماها الملاك يا ممتلئة نعمة. لا
تتعجب من تصميمها أن تكرّس ذاتها إلى اللـه ولكن اللـه سبق وكرسها له باللحظة
الأولى للحبل بها من خطيئة آدم كرسها له لتكون أمه قبل ما هي تقرر وتكرس للـه.
هكذا التقت إرادة اللـه
وإرادة الإنسان العذراء الأم الحبل بلا دنس وكيف سر اللـه ينشر. واليوم بهذه
البشارة اللـه يحقق رغبة مريم ويكرسها ببتوليتها كيف هذه البتولية ما قيمتها أن
تصير حصرا أم الإله المتجسد، هل يوجد أروع من هذا التكريس وهذه الأمومة وهذه
البتولية المكرسة حبها وذاتها للـه صارت أم اللـه هذه هي كل قيمة التكريس. (
الرهبان والراهبات أيضا كرسوا هذه الأبوة والأمومة إلى يسوع). ما يسوف حارس الفادي.
مريم زوجة يوسف هي
الإمرأة الحامل إنما بفعل الروح القدس وليست منه، لا تخف يا يوسف أن تأخذ مريم
امرأتك لأن المولود منها هو من الروح القدس. يوحنا الرسول شاف مريم ببهاء سرها
وبهاء رسالتها كأم المسيح الإله وأم جسده السري الذي هو الكنيسة رآها يوحنا بريئة
من كل دنس خطيئة أصلية وفعلية عندما خبر وقال بالرؤية وظهرت آية من السماء امرأة
ملتحفة بالشمس والقمر تحت قدميها وعلى رأسها إكليل من 12 نجمة 12 كوكب حامل وتصرخ
لألم المخاض وظهرت آية أخرى تنين كبير له سبعة رؤوس وعشرة قرون واقف إمام المرأة
التي توشك أن تلد حتى إذا وضعت ولدها ابتلعته. هذه رؤية يوحنا قداسة مريم البريئة
من دنس الخطيئة الأصلية ظهرت في علامة التحافها الشمس الوهاجة وما عرفت خطيئة وهي
رمز لبهاء النعمة التي ملأت مريم هي قداسة جعلها أم الإله الفادي وشريكته في مجد
السماء فوق الملائكة وفوق السماء وفوق القديسين المرموز لهم بـ12 نجمة تكلل رأسها
هي رسم القديسين رمز الملائكة هي فوقهم كلهم تاجها وهي شريكة ابنها الملك على الكون
على كل الخلق المرموز له بالقمر تحت رجليها لابسة الشمس وداعسة على القمر رموز رآها
يوحنا أعلنت سر الحبل بلا دنس المهيبة لتكون أم الإله التي تفوق كل الخليقة المالكة
على السماوات والأرض رؤية يوحنا ترجمت نبوءة سفر التكوين. وافتتحت نبوءة العهد
الجديد يسوع على الصليب يلتفت إلى أمه ويقول لها يا امرأة هذا ابنك. هذه هي نبوءة
العهد الجديد ومريم التي هي أم يسوع المسيح هي أم الكنيسة هي أم الجنس البشري
المتمثل بشخص يوحنا أمهم بالنعمة. وهذه الرؤية ليوحنا كشفت أن الكنيسة جماعة
المؤمنين هي على صورة مريم أيقونة الكنيسة يعني الكنيسة نسميها عذراء وأم الكنيسة
غير متزوجة لكن نقول الكنيسة أمنا، أنا ابن الكنيسة، بنت الكنيسة. مريم صارت صورة
الكنيسة عذراء وأم ومربية، صورة الكنيسة أم ومعلمة. هكذا تعلمنا أمنا الكنيسة الشعب
المؤمن هكذا يقول ولكن الشعب غير المؤمن لا يقول هذا أبدا. لا يقول أن الكنيسة
تعلمنا، أنا بشوف مين هو فلان؟ المؤمنون يقولون غير هذا الكلام. الكنيسة أمي
الكنيسة وحدها معلمتي. أنا ابن الكنيسة هذا شرفي الكبير الذي نلته يوم المعمودية.
وظهرت برؤية يوحنا بالبعد (الاستكلوجي أي النهايات) البعد النهيوي- الانتصار.
ماذا حصل للتنين؟ المرأة
ولدت الولد ولكن لم يقتله، ربنا أرسل نهر نار بين التنين والمرأة ولم يقدر على
ابتلاع الصبي، لحقه من الجهة الثانية ولكن الرب اختطفها وحملها وتنتهي القصة ويقول:
وغضي التنين وذهب إلى شط البحر-بحر العالم، يترقب نسل المرأة ويحارب نسل المرأة
الذين يحفظون وصايا اللـه ويشهدون ليسوع. وبهذه الرؤية انكشفت أن مريم والكنيسة
تنتصر نهائيا مثل ما انتصرت مريم باللحظة الأولى لميلادها وبحياتها وبإنجابها مخلص
العالم وشريكة الفداء انتصرت على التنين. ولأن الكنيسة تنتصر على التنين. ويقول
الرب لبطرس: وأبواب الجحيم لن تقوى عليها وبعدنا لحد اليوم على رمال شط العالم
التنين القديم وأعوانه الأشرار يحاربوا الكنيسة بكل أبناءها الذين يحفظون وصايا
اللـه، والذين يشهدون ليسوع المسيح هؤلاء الذي يحاربهم على بحر العالم لكن بدون
نتيجة.
هذا البعد النهيوي الذي رآه
يوحنا في الرؤية هذا سر مريم. بلوحة البيان ليوسف انكشف سر الرجل في عمل اللـه
الخلاصي إلى جانب المرأة. لماذا يوسف أراد أن يخلي سبيلها سرا؟
لأنه قرر الانسحاب حتى لا يعرقل الخطة
الإلهية التي بدأت تتحقق يشخص مريم زوجته. أريد الانسحاب حتى لا أعرقل خطة اللـه.
لكنه أدرك أن الخطة الإلهية بالبيان أنها تشمله أيضا، وإن الرب ليس خطط لمريم ولكن
خطط ليوسف. يشمله كزوج لمريم وكأب شرعي ليسوع ومربي له وانكشف له أن اللـه يريده
بقوة العهد الزوجي المرتبط به بمريم يريده شريك لمريم مثل كل رجل شريك في
كرامتها السامية ورفيق لحياتها وشاهد لبتوليتها وحارس لشرفها. لا تخف يا يوسف أريدك
لتحمي مريم ومنها كرامتك والرجل كرامته من زوجته والمرأة كرامتها من رجلها.
ثانيا: اللـه يريده أبا
لابنه لا يأتي ابن اللـه إنسان مقطوع الأب سيعتبرونه غير شرعي لكن أريدك أن تعطي
شرعية لابني الذي ليس منك. تعطيه إطارا بشريا بإطار الأسرة بدون رجل لا توجد عائلة
لا يوجد كيان بشري لا توجد أسرة بدون رجل. هذا ابن اللـه المتجسد يريد إطار أسرة يا
يوسف أنت ستعطيه، أنت أبيه بالأصالة البشرية وحامل كل دور الأب في الأسرة.
ثالثا: اللـه دعاه إلى كمال
حبه الزوجي لمريم، يحبها لمريم ولكن سيحبها أكثر بكمال الحب الذي جدده به الروح
القدس وجعل يوسف أن يعطي ذاته بدون حساب هذا هو الحب. لو ما الشاب والبنت
أعطوا ذاتهم لبعضهم يوم زواجهم لا أحد يتزوج. تبدأ المشكلة عندما يمتنع الرجل إعطاء
كل ذاته لزوجته وكذلك المرأة عندما تمتنع عن إعطاء كل ذاتها لزوجها. بهذا الحب
الإلهي المتفاعل بالروح القدس سيعطي يوسف أكثر ذاته، حياته، عمله لمريم ويحول دعوته
البشرية لبناء أسرة يحولها تقدمة فائقة ذاته قلبه طاقاته يبذلها في خدمة المخلص
المولد في بيته. هذا الحب دعاه إلى كمال الحب الزوجي ويكشف قدسية الحب في الزواج
ومعنى الحب في الزواج الذي اليوم مع الأسف مفقود بسبب الحضارة الحاضرة والمدرسة
الليلية عبر التلفزيون التي شوهت كل الحب الزوجي ودنسته وأيضا يضعوا في قلوب الناس
أنه هذا الحب هكذا يكون.
أعادها إلى بيته مثل ما
أمره الملاك وأعطى كل ذاته واحترمها ولم يعرفها، احترم بتوليتها وعذريتها فولدت
ابنها البكر الوحيد. العمل البشري والأسرة يطل علينا القديس يوسف ويعطي معنى
للعمل يسوع المسيح الإله صار إنسان ببيت رجل نجار ويقول الإنجيل: وأتى معهم إلى
الناصرة وكان مطيعا. دخل يسوع ابن اللـه في عالم العمل البشري إلى جانب أبيه النجار
كان يعمل نجار في بيته. فافتدى العمل البشري وقدسه وجعل العمل وسيلة لتقديس حياته
اليومية.
نعم يا إخوتي الإنسان يتقدس
بأعماله اليومية بعرق جبينه اليومي بالطريقة التي فيها يعمل هكذا يتقدس. شعار
حياتنا هو الإنسان يتقدس بعمله لا يغير من حالته كاهن راهب علماني مهما كنت تكون لا
تغير حالتك لكن تتقدس من خلال عملك اليومي. يسوع الإله الذي عمل بيد الإنسان وأكل
خبزه بعرق جبينه قدّس العمل البشري افتداه من كل رشوة من كل فساد من كل زعبرة من كل
عمل من وراء يده الواحد لا أريد أن أعمل شيء من وراء ايدي. القداسة انك تعمل عملك
العادي بشكل خارق العادي بمحبة بعدل بتمامه بكماله لا تعمل شيء من وراء ايدك ليس
كيف ما كان. أنت هكذا تتقدس يسوع أكيد ما عمل كيف ما كان في الناصرة. من شأن العمل
البشري أنه ينمي الإنسان بالقامة والنعمة والحكمة مثل يسوع مما فيض من خلال العمل
البشري العمل ينقينا.
والقديس يوسف شفيع العمال ولذلك الأول
من أيار عيد العمال هو عيد يوسف العامل. أهمية العمل البشري بحياتنا انه يساعدنا
بعملنا العادي عملي يساعدني أن أتوجه إلى اللـه الخالق الذي أنا أكمل خلقه بالعمل
البسيط. واللـه الفادي الذي يشركني بمخططاته من خلال عملي العادي أنا أشارك اللـه
بتصميمه الخلاصي ويجعلني أكثر إنسانية. عندما أصبح فاسد يعني خربت العمل. العمل هو
حتى يجعلني إنسان وينضجني ويكملني مهما كان يكون هذا العمل. لكن على الأكيد عملنا
يكون هكذا عندما نعيش معموديتنا يعني عندما نعيش المشاركة مع يسوع بمهامه الثلاثة
النبوية عندما نحن نشهد بأعمالنا بالحقيقة نحن أنبياء عندما نجعل أعمالنا اليومية
قربان نقدمه للـه عندما يكون عملا نظيفا شريف عادل نقي صافي معطى من كل قلبي. أنا
عم أعيش كهنوتي كهنوت المسيح أنا عم أعيش الملوكية عندما أنتصر على كل تجربة لعمل
سيء.
أمـــــــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــــن
|