أحـــد مــيــلاد يـــوحـــنـــا
الــمــعــمــدان
ميلاد يوحنا المعمدان
يتحقق فيه وعد اللـه لزكريا فاللـه أمين في وعهوده ولذلك نحن نسمي اللـه إله الرجاء
ونحن شعب الرجاء. ويتمم كلامه ووعوده في الزمن المحدد حسب التدبير. يوحنا يولد وتحل
عقدة لسان زكريا الذي صار أبكم يوم البشارة عاد له الكلام ولكن امتلأ من الروح
القدس وتنبأ بالنشيد الذي شمعناه اليوم. وندرك انه في عائلة زكريا وأليصابات حيث
ولد يوحنا وحيث الرب حاضر عبر الروح القدس ندرك كرامة العائلة كرامة الأسرى التي
تجلت بهذا الحدث بسبب حضور اللـه فيها واللـه حاضر في كل أسرة تتجلى كرامة الشخص
البشري لأنه كل شخص يولد مثل يوحنا مرتبط بتاريخ الخلاص مرتبط بتصميم إلهي، لأجل
هذا نقول أن إلهنا إله رجاء ونحن شعب الرجاء. إذا كان الاسم يوحنا الذي الملاك قاله
لزكريا تفسيره اللـه رحوم، معناها أنه بميلاد يوحنا هو استباق لميلاد الرحمة
الإلهية بشخص يسوع المسيح. اللـه المحبة هو اللـه الرحمة وصار له اسم بالتاريخ
المحبة والرحمة هو يسوع المسيح. وصارت المحبة والرحمة رسالة الكنيسة وأبنائها
ومؤسساتها. وسنتحدث عن ميلاد يوحنا كاستباق لميلاد المسيح. وسنتحدث عن الشبيبة على
شرف يوحنا.
مولد يوحنا المعمدان
استباق لميلاد الرب. بالحقيقة بمولد يوحنا الكنيسة تقول هو فجر يطل أمام شمس الكون
يسوع المسيح. هو فجر الرجاء أمام وجه الرب أمام رحمة اللـه نعم قرأنا بالإنجيل:
وسمع جيران أليصابات وأقاربها أن اللـه أكثر رحمته لها ففرحوا معها إطلالة الرحمة
الإلهية فجر الرحمة الإلهية طلت على العالم بميلاد يوحنا. عن هذا الرجاء تنبأ زكريا
بهذا النشيد: تبارك الرب إلهنا لأنه افتقد شعبه وافتداه وأقام لنا عهد خلاص في بيت
داؤد عبده الروح القدس ملأ الرجل وتنبأ عن سر المسيح هذا عهد الخلاص بالمسيح الآتي
من سلالة داؤد هذا زمن الرجاء للبشرية. من أجل هذا يوحنا بميلاده هو الفجر الذي يتم
قبل فجر الكون يسوع المسيح، ويتلاشى يوحنا مثل الفجر عندما تطل الشمس يذهب الفجر،
ويوحنا كان مدرك هذه الحقيقة أنه هو يعد طريق الرب يسوع وبيختفي. وفعلا اختفى
واستشهد في سبيل هذه الحقيقة هو الذي قال الكلمة الشهيرة التي هي مهمة لنا كلنا:
عليّ أن أنقص وعلى المسيح أن ينمو. هذا لسان حال كل واحد منا، كل واحد مسيحي، كل
كاهن والأسقف. أنه نحن ندل على يسوع المسيح ونختفي.
في تجربة بالحياة أنه
نحن نريد أن نبقى نحن أنا ثم أنا ثم أنا، يوحنا يعلمنا نعرف أن نكون فجر نعرف نختفي
لكي يكون هو الأول في كل شيء، هذه صدى لكلمة يوحنا. صحيح أنا الأسقف بدي أمشي قدام
الناس على رأس كل الناس فقط لكي يكون هو لكي يكون يسوع المسيح هو الأول بين الجميع.
اللقاء الليلة هو يدل على إخلاصكم ومحبتكم ليس لتكريم الكاهن، بل كرمتم من يمثل،
أنتم كرمتم يسوع المسيح من خلال الخدمة ومن خلال الحضور هو معكم الليلة. نحن نتمنى
أن يظهر سر المسيح، ونتمنى أن كل واحد منا يكون هكذا وما نقع بتجربة إنه أنا على
حساب كل شيء. أصبح يوحنا رمز لكل إنسان يولد حتى يكون كل إنسان بحياته لا نعرف ماذا
سيكون وأين راح يكون لكن دعونا نتذكر أنه رمز وانه كل واحد منا يكون فجر أمام
المسيح شمس الوحيد شمس الكون ونشهد له ونمهد طريقه إلى القلوب.هذه هي رسالة الكنيسة
هذه رسالة المسيحيين هذه رسالة مؤسسات الكنيسة وغير هذا نكون أضعنا الهدف. هذه أول
فكرة على أن مولد يوحنا هو استباق لرحمة اللـه المتجلاة المتجسدة بشخص يسوع
المسيح.
ثاني فكرة إعطاء الاسم
يمحنا لهذا المولود هو تجلي ظهور لرحمة اللـه لأن الاسم يوحنا مقصود من اللـه قاله
على لسان الملاك لزكريا يسمى يوحنا ( ياهو حنان = اللـه رحوم) تجلي هذه الرحمة
الإلهية خلافا لتقاليد العائلة. جاءوا ليسموه رأسا زكريا على اسم والده اعترضت أمه
لا اسمه يوحنا اعترضوا الناس لا يوجد احد اسمه يوحنا في بيتكم وزكريا بعهد أبكم
أشاروا له كتب يوحنا وانحلت عقدة لسانه الرحمة الإلهية، اللـه صادق في وعده، في
كلامه. نحن يجب أن نعرف أن نعيش برجاء الانتظار. إياكم أن تفكروا أن كلام اللـه
خبرية من الماضي، أو نتعاطى مع إرادة اللـه وكأنه حدث نقرأه في الكتب فقط. ولكن
نعرف نعيش دائما بتوقع وانتظار تجليات اللـه في حياتنا وجمال حياتنا أنها كثير فيها
مفاجآت من عند الرب هو يعرف متى الوقت المناسب الذي يتمم فيه مواعيده للمخلصين، لا
ننسى أن زكريا واليصابات يقول عنهم الإنجيل كانا بارين سالكين حسب رسوم اللـه
ووصاياه بدون لوم. أنا أمين مع اللـه، اللـه أمين في وعده انفكت عقدة لسانه امتلأ
من الروح القدس وتنبأ. ثلاث علامات لتجلي رحمة اللـه بهذا النص الإنجيلي يؤكد لنا
أن اللـه صادق في وعده.
العلامة الأولى مولد
يوحنا. العلامة الثانية نهاية بكم زكريا. العلامة الثالثة حلول الروح القدس. هذا
النور الإلهي الذي حل على شخص زكريا ورحمة اللـه راح تشمل بشخص يسوع المسيح ابن
اللـه المتجسد تشمل رحمة اللـه البشرية كلها التي تعاني من شتى أنواع المحن، والظلم
نحن منهم، ولا نفتكر أن الظلم له الكلمة الخيرة لا الظلم ولا الشر ولا الاستبداد،
الكلمة الأخيرة لرحمة اللـه. لأجل هذا الصبر والانتظار والرجاء هم الفضائل الأساسية
بحياتنا المسيحية، لا نستطيع أن نفرط أمام الصعوبات والمحن الاجتماعية والاقتصادية
والسياسية. على كل حال بناء هذه الكنيسة في أصعب ظرف عندكم وعند غيركم علامة رجاء
كبيرة، علامة أن اللـه هنا، أنتم تعانوا هنا وفي هذه المنطقة كثير من الضائقة
الاقتصادية، ومن زمان ومع هذا كله تحديتم هذه الضائقة وواصلتم حياتكم. أريد أن احي
فيكم هذا الرجاء علامة أن اللـه هنا ونحن صامدون معه حتى نشهد لرحمته ونحمل للعالم
ثقافة الرحمة، ثقافة الأخوة لا ثقافة الحقد ولا العنف.
قداسة البابا وجه رسالة
إلى الكنيسة الجامعة عنوانها الرحمة الإلهية استهلها بهذا القول: هو اللـه الغني
بالمراحم الذي كشفه لنا يسوع المسيح أبا رحوما أعاد لنا الحياة بالمسيح بفائق محبته
لنا بعد ما كنا أمواتا بخطايانا، وأضاف تجلى اللـه على الأخص برحمته في المسيح
وبواسطة المسيح الذي جسد هذه الرحمة في شخصه وألبسها الرحمة ذاته. وهذا يعني أن
يسوع المسيح نوعا ما هو الرحمة فمن رآها ووجدها فيه تجلى له وجه الآب علة انه غني
بالرحمة. وعمدا كتب البابا هذه الرسالة سنة 80 أمام عالم سائر نحو الحقد نحو البغض
نحو الحرب نحو عدم المصالحة نحو عدم الأخوّة. ونحن نعيش هذا الظرف أمام هذا
الواقع نريد أن نؤدي هذه الشهادة شهادة الرحمة المفقودة من القلوب، الرحمة وحدها
التي تخلق علاقات بين الناس، الرحمة وحدها التي تلطف العدالة، عدالة بدون رحمة ظلم،
الرحمة هي التي تبني جسور بين الناس ليس حيطان. آخر صرخة صرخها البابا أمام الحيطان
الجديدة التي تطلع في إسرائيل صرخ الصرخة العجيبة بصوت الضعيف. العالم ليس بحاجة
لحيطان تفصل الناس، العالم بحاجة لجسور تجمع الناس. هذه الرسالة التي حملها يسوع
المسيح إلى العالم والذي اسم يوحنا يبقى صوت صارخ بأعماق كل إنسان. نبني جسور لا
نقطّع جسور. وجه الرحمة هي وجه الكنيسة التي هي جسد المسيح السري، وجه الرحمة
هو وجه أبناء الكنيسة، وجه مؤسسات الكنيسة.
ثالث فكرة بهذا الموضوع
ميلاد يوحنا استباق لميلاد الرب يسوع لميلاد الرحمة الإلهية المتجسدة، نقول بمولد
يوحنا تجلت كرامة الشخص البشري. عندما تولد كل حياة بشرية جديدة يتجلى من خلالها
وجه اللـه. والأهل بعفوية يعبروا عن شكرهم للرب أطعمنا ولد، كل ولد يأتي تأتي رزقته
معه، ولكن أول عمل يعملوه يرسموا إشارة الصليب على الطفل عندما يطل على العالم.
يعبروا الأهل أنه رءوا وجه
اللـه في هذا المولود الجديد في بيتهم هذه علامة أنه الحياة البشرية التي تتكون
بحشى الأم وتولد هي هبة من اللـه عطية من اللـه.وفي الواقع عندما ولد يوحنا الناس
رأو وجه اللـه الرحوم الذي نظر إلى زكريا وأليصابات العجوزين الذي لم يكن لديهم ولد
اللـه الرحوم نظر إليهم واليصابات قالت: هذا ما فعل بي الرب الرحوم ليرفع عاري من
بين البشر الناس بعفوية رأوها، ورأو ملاحم انكشاف سري إلهي ما مع هذا المولود
الجديد في شيء في إرادة إلهية جديدة هذا يقال عن كل ولد، لا أحد يعرف منا الطفل
الذي يولد اليوم ماذا سيصير حامل سره معه حامل دور بتاريخ الخلاص لا نعرف ماذا يريد
الرب منه، وفي ناس غشيهم الخوف، من ماذا خافوا؟ كلمة خوف بالإنجيل هي الرهبة أمام
سر اللـه، السؤال والتساؤل ماذا عساه أن يكون؟ ماذا يريد الرب؟ ما حامل معه هذا
الطفل؟ويقول لوقا الإنجيلي: واستولى الخوف على شعب اليهودية كلها وتحدث بهذا الأمر
عند الجميع. المهابة والخوف في الكتاب المقدس هو الوقوف بانتظار برجاء بتساؤل لكن
بانتظار.
ماذا يريد الرب؟هكذا
نحن فعلا يجب علينا أن نتلقى كل حياة بشرية تحبل بها أم وكل حياة بشرية تولد.
سأتكلم عن الخوف والرهبة: بالقداس عندما يكتمل عمل الثالوث. في بداية القداس يتحدث
الكاهن عن سر الآب الذي أحب البشر وأرسل ابنه، ونقول الكلام الجوهري الذي ليلة
آلامه أخذ خبزا وخمرا حولهم إلى جسده ودمه وأرسل روحه القدوس عمل الثالوث بالقداس.
ماذا يقول الشماس بقل حلول الروح القدس: ما أرهبها ساعة أحبائي عدنا إلى الرهبة
والخوف،وهي دعوة للمؤمنين ليقفوا بحضرة الثالوث السر الإلهي الذي يحول الخبز والخمر
إلى جسد ودم المسيح.والذي يجعل ذبيحة يسوع الذي صارت من 2000 سنة، هي حاضرة أمامنا
هي ذاته وليست نسخة عنها. يسوع يموت فدا عن البشرية سريا مات دمويا. وهذا الروح
يجعل العشاء السري الذي جلس فيه الرب مع الكنيسة الناشئة هو ذاته الوليمة السرية
حاضرة أمام المذبح. نحن مدعوين لها أمام رهبة هذا السر موت المسيح لفدائنا وتناول
جسد الرب غذاء لنفوسنا، أمام هذه الرهبة يدعونا المرتل لنقف خاشعين مصلين والكاهن
يقول ارحمنا يا رب ارحمنا. عدنا إلى الرحمة، تجليات الرحمة الإلهية فأرسل روحك
ليجعل هذا الخبز وهذا الخمر جسد ودم المسيح ويقدس القربان ويقدسنا. نعم! الموقف
الأساسي في القداس هو الرهبة الخوف التساؤل الانتظار. الذي فيه يتم اللقاء العميق
بين الثالوث والإنسان.
وأدركوا الناس عند مولد
يوحنا أن يد الرب كانت معه ما عساه يكون هذا الصبي؟ من هو الذي يولد لامرأة ويد
الرب لا تكون معها؟ طالما الرب أعطاه روح من روحه. الحياة البشرية التي تتكون في
حشى الم من اللحظة الأولى حتى تولد لآخر نسمة من حياتها مثل ما يكتب لها الرب هي
مقدسة مرتبطة ارتباط عضوي بإرادة اللـه حياة البشرية وحياة غيرها، ولذلك كل حياة
بشرية هي جريدة بالاحترام وبالإكرام وبالحماية وبتعزيزها حتى تحقق برنامجها الذي
صممه الرب لكل إنسان. دعونا ننظر إلى واقع الإنسان ومأساته، إلى كل هذه الأرواح
البشرية التي تزهق في بطن أمهاتها أو الذين ولدوا يصيروا ضحية لمصالح سياسية تجارية
اقتصادية، ناس تموت، تعذب، بأقبية التعذيب، في السجون، مقهورين، منتهكة حقوقهم.
يوجد تعدي كبير على قدسية الحياة البشرية ولا يوجد أي مبرر لا لسلطة ولا لحزب لا
لتنظيم ولا لإنسان، لا أحد عنده سلطة يفتك بحياة بشرية مهما كانت الأسباب. هذه هي
مأساة عالم اليوم الذي كل يوم في أرواح تزهق وما أرخص حياة البشرية اليوم ولم أتكلم
عن انتهاك الشخص البشري ولا على حقوقه ولا على التعديات على مصيره. هذا هو مولد
يوحنا الفجر الجديد الذي أعلن شمس الكون يسوع المسيح الإله الذي أخذ الحياة البشرية
ليرد للإنسان قدسيته وكرامته هذا هو دور الكنيسة، ودور المسيحيين، هذا هو إنجيل
الحياة الذي سنشهد له. هذا إيمان شعبنا المتشبث في أرضه مكان ما زرعه الرب حتى يشهد
للرحمة ولكرامة الشخص البشري من أيّ دين وأيّ ثقافة وأيّ عرق كان، هذه الشهادة التي
نحن نحملها. نحن نستعد للميلاد لا نستعد لحفلة عشاء ووجوه تنكرية وبابا ناويل وبس،
هذه الوجوه الاجتماعية. لكن نحن نستعد للالتزام بالرحمة الذي صار اسمها بالتاريخ
يسوع المسيح، ولولا الرحمة لما وجد الإنسان معنى لحياته.
ما عساه أن يكون هذا
الصبي وزكريا امتلأ من الروح وأعلن صلاة الشكر والبركة تبارك الرب إلهنا في هذا
الجو من الرهبة والصلاة ويقول الإنجيل: ونما الطفل وتقوى بالروح. هكذا أولادنا نريد
أن ينموا ببيوتنا التي فيها جو صلاة وجو استحضار إلهي. تصلي العائلة أو الأم هذه
الصلاة: أشكرك يا رب على هبة الحياة التي زرعتها في أحشائي ثمرة الحب الذي جمعنا.
أسألك القوة لأتحمّل تعب هذه المرحلة بفرح، واستعد لاستقبال طفلنا بالمعرفة
والوقاية والصلاة، أعطه أن يكون من أبناء السلامة فيفيض في عائلتنا فرح على فرح.
ويصلي الأب: أشكرك أيها الآب أنك تجعل منّي أبا على مثالك، أعطني أن أكون على قدر
هذه المسؤولية، وأصون الأمانة التي تضعها بين يدي، هبنا أن نعيش أمام أطفالنا بروح
قداستك، فنكون لهم المثال الصالح ويصبحوا بنعمتك ابنا قداستك.
هذا يوحنا المعمدان
الذي قال عنه الرب يسوع ما ولد مثله من مواليد النساء، هذه ثمرة عائلة تقيّة وهذا
إنسان نمي بجو من الرهبة من الرجاء من الانتظار من الصلاة من التفاعل بين أبيه وأمه
بالروح القدس. هذا نموذج لكل إنسان حتى ينمو بهذا الجو ويلاقي معنى وجوده وحياته.
يوحنا المعمدان مثال الشباب اسمه
السابق بالنسبة ليسوع المسيح. دوره انه يمهد طريق الرب في برية العالم، في برية
القلوب، في برية العقول، يعني برية القلوب الحاقدة، الملآنة بغض، والعقول الشاردة،
الكذب، الضلال، الشر، الضمائر الميتة، بهذه البرية. يوحنا المعمدان السابق يهيئ
طريق الرب هكذا دووا صوته عند بداية رسالته وهو شاب مثلكم على ضفاف الأردن وقال صوت
صارخ في البرية أعدوا طريق الرب في برية القلوب والضمائر‘ والعقول، هيئوا طريق الرب
اجعلوا سبله مستقيمة فيأتي بعدي من هو أقوى مني هو يعمدكم بالروح القدس، يوحنا بفضل
أبيه وأمه وقداستهم وتربيتهم امتلآ من الروح القدس.
هذا ليس كلام بشر هذا كلام
الروح، ويقول الإنجيل وبروح إيليا النبي وبغيرة إيليا وشجاعة إيليا يوحنا ندد
بالشر. نتكلم عن مثال الشباب. ندد بالشر ووبخ أهل زمانه بكلام قاس وقال لهم: يا
أولاد الأفاعي من علمكم أن تهربوا من الغضب الآتي أثمروا ثمارا تليق بالتوبة ولا
تكتفوا بالقول نحن أبناء إبراهيم. كلام واضح وقف بوجه هيرودس الوالي ( السلطة
السياسية) ووبخه على كل أعماله الشريرة يقول الإنجيل، وعلى انحرافاته الخلقية ما
يحق لك أن تعمل هكذا يا هيرودوس صوت الضمير. لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك ولا يحل
لك أن تتمادى في عمل السيئات.( للسلطة السياسية) الروح القدس يحرر من حالنا أولا،
يحررني من خوفي على مصلحتي، على الكرسي، على المنصب، وساعتها نساوم على كل شيء. مثل
ما حصل عندنا، ونبيع كل شيء نبيع الشعب نبيع الأرض نبيع الوطن، نبيع كل الكرامات
لأجل كرسي لأجل منصب لأجل قرشين، نحن بحاجة لنمتلىء من الروح القدس وحده يحرر.
وهيرودس ما كان يبغضه ليوحنا لو كان أمر بقطع رأسه إرضاء لهيرودية لكن إنسان مسكين
غمزة صغيرة من مرأة توقعه. لكن كان هيرودس يقول الإنجيل كان يهاب يوحنا يحترمه
برهبة لعلمه أنه رجل بار قديس وكان يحميه ويستمع إليه ويسأله عن أمور كثيرة، وكان
يسر ويفرح بالإصغاء إليه ولو الحقيقة موجعة الحقيقة تطمئن. وصديقك من صدقك ليس الذي
يضحك عليك، صديقك ليس الذي يبخرك على الحلو وعلى المرن صديقك الذي يقول لك الحقيقة.
لأجل هذا كان هيرودس يحترم يوحنا والإنسان يحترم عندما يكون صادق، ليس عندا أكون
بميت وجه ووجه أحترم لا! مجتمع اليوم بحاجة لأناس صادقين. هذا هو يوحنا الذي قلنا
عنه انه مثال الشبيبة الأجيال الجديدة الطالعة التي بعد ما انكوت، وما انحرفت، وما
بتعرف المساومة، التي ما عندها حسابات. والشاب الذي بعمر الشباب يصير عنده حسابات
ختير قبل زمانه، يعني فقد سن الشباب، ليس معناه أنه الشيخوخة محترمة ومهابة إنما
ضيع صفاء ونقاء حياته التي بها يأخذ قراراته البطولية.
|