أحــــد بـــشـــارة زكــــريــــا

 

أحبائي إن أحد بشارة زكريا بمولد يوحنا المعمدان الذي يسبق ميلاد يسوع الفادي ابن اللـه المتجسد ( سبقه ويدعى يوحنا السابق سابق المسيح حتى يشهد له) والسابق أيضا الذي يهيئ الطريق أمام الرب يسوع يفتح طريق القلوب وطريق العقول. وبدأت فعلا هذه الرسالة عندما بدأ صوته يقول: أتى ملكوت الرب توبوا وآمنوا بالإنجيل. ومارس معمودية التوبة من هنا نسميه يوحنا المعمدان. وهذا الذي قال الملاك لزكريا أنه ابنك يوحنا والذي اسمه معناه (رحمة اللـه) يمشي أمام الرب الآتي بروح إيليا بغيرة إيليا وبقوة إيليا، وهكذا ظهر يوحنا المعمدان لكي يهدي الأوساط إلى حكمة البر ويعد للرب شعبا كاملا لأجل هذا نسميه يوحنا السابق.

 

          ومثل ما كانت بشارة زكريا هي مقدمة لبشارة مريم بعد ستة أشهر وفعلا يقول الإنجيل وفي الشهر السادس، نحن سمعنا هذا عندما أليصابات حبلت وكتمت نفسها يعني عاشت بسرها خمسة أشهر وفي الشهر السادس الملاك جبرائيل أتى يبشر مريم. إذا بشارة زكريا المقدمة لبشارة الملاك لمريم وخاتمة في ذات الوقت للبشارة القديمة التي كانت لإبراهيم أبو المؤمنين الذي بشره الملاك أنه منه شعب اللـه الذي لا يعد شعب اللـه القديم، يوحنا ختم كل هذه المسيرة من شعب اللـه القديم، ختم كل مسيرة الأنبياء ونسميه آخر نبي بالعهد الجديد. لكن في نفس الوقت كان انطلاقة العهد الجديد. أول رسول في العهد الجديد مع يسوع المسيح. لأجل هذا يقول الرب يسوع عنه لم يولد في مواليد النساء مثل يوحنا.

 

          ونفهم هنا أيضا كيف الرب يكافيء الوالدين الذين يعيشوا بمخافته، الذين يعيشوا باتحاد معه، ونحن سمعنا الإنجيل أن زكريا وأليصابات كانا بارين أمام اللـه صالحين وسائرين بموجب وصايا اللـه ورسومه. وكانوا يترجوا أن يكون لديهم ولد، استجيبت صلاتك يا زكريا وأكثر من هذا لأنهم كانوا بارين وسالكين مع اللـه، كان هذا الولد لم يخلق مثله بين مواليد النساء الذي هو خاتمة الأنبياء وأول رسول بين العهدين، الرابط بين العهدين، لأجل هذا نقول زمن المجيء زمن الميلاد يبدأ مع البشارة بزكريا.

 

          يوحنا المعمدان علماني لم يكن كاهنا ولا راهبا أبوه كان كاهنا لكن هو علماني. الإنجيل بمضمونه بمعنى البشارة لزكريا وأبعادها، والعلمانيين ودورهم ورسالتهم في الكنيسة والعالم.

( الشباب هم الطاقة التجددية في الكنيسة والمجتمع).

 

          معنى البشارة لزكريا وأبعادها: يعني مضمون الإنجيل اليوم الذي يسيّر حياتنا بعلاقاتنا مع اللـه وفعلا اللـه لم يترك أحدا منّا، يتدخّل بحياتنا يحدثنا ويخاطبنا ونقول: أنه كل تدخل اللـه بحياة الأفراد أو الجماعات هو بشارة، والبشارة هي نقل خبر مفرح ولا تدخل من اللـه إلا ما هو خبر مفرح. ونحن نرى مرات أنه تدخل اللـه ليس على ذوقنا، نفكر أنه كل ما تدخل اللـه بحياتنا لازم تكون شعلة يعني أن تكون نجاح، نقود، صحة، عرس وميلاد ولا يوجد موت. لا في موت ولا في فقر ولا في زعل ولا في حزن ولا في وجع هؤلاء كلهم نتذمر عليهم. نحن نريد أن نعرف كيف ندخل بمنطق أنه كل تجليات اللـه الحلوة والمرّة بتفكيرنا نحن نعتبرها حاملة خبر مفرح.

 

          هذا منطق الإنجيل الذي يتكلم عنها مار بولس هذه حكمة الإنجيل بينما العالم يسميها جهالة الإنجيل. ثلاث بشارات رهنت حدوث تاريخ الخلاص: البشارة الأولى البشارة لإبراهيم ببداية رسالة شعب اللـه بالعهد القديم والبشارة لإبراهيم بمولد اسحق الذي يتكلم عنها سفر التكوين(17). وقال لإبراهيم من صلبك يولد شعبي بأسباطه الإثني عشر التي تحمل كل تاريخ العهد القديم. أول بشارة، ومتى أتت أول بشارة؟ أتت بعد خطيئة الإنسان الأول آدم وحواء، كسروا العلاقة مع اللـه كسروا العهد مع اللـه وقعت العدالة ونزلت الفوضى في العالم، الرب تدخل: أريد أن أكوّن شعبا جديدا منا يا إبراهيم، وكانت الدعوة لإبراهيم بالعراق بلاد ما بين النهرين هذه أرض إبراهيم ( التي هي اليوم أرض الحقد باسم الديمقراطية ومن أجل الديمقراطية) ومن خلال العهد القديم هذا الشعب أسباط إسرائيل الإثني عشر شعب اللـه، كانت مسيرة الكلمة المتجسد، مسيرة ابن اللـه الذي يتهيأ ليدخل بتاريخ البشر مع كل ما في هذا العهد القديم من أشياء غلط بنظرنا لا يتقبلها الإنسان حروب قتل ودمار من يقبلها؟ مرات نتشكك من نصون العهد القديم.

 

          لكن اللـه يحدث الناس بلغتهم وواقعهم وأيضا يربيهم، تربية الشعب كان يهيأهم من خلال كلامه ووحيه الذي يقول مار بولس: في ملء الزمن بعد ملايين وملايين من السنين كم عمر التاريخ؟ لا أحد يعرف. نعرف ملايين وملايين من العالم، في ملء الزمن من ألفين سنة يعني عندما اكتملت هذه المسيرة أيضا اللـه الذي كان يقال عنه عبر هذا العهد القديم، هذه الكلمة تجسدت يقولها يوحنا في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند اللـه والكلمة هو اللـه به كل شيء كوّن بدونه لم يكوّن شيء مما كوّن، كل هذه الملايين من السنوات، والكلمة صار بشرا وسكن بيننا هذه كانت البشارة الأولى لإبراهيم، مسيرة الكلمة التي طالت طريقها.

 

          ثاني بشارة لزكريا الذي يقول فيه يولد يوحنا المعمدان الذي يختتم هذه المسيرة للشعب القديم كله. هو يختتم يعني آخر إعلان للكلمة متزامن مع يسوع المسيح هو أكبر منه بستة أشهر. وافتتح العهد الجديد العهد المسيحاني مثل ما الفجر يفتتح الصباح هذه هي الكلمة السابق سابق طلوع الشمس مثل ما الفجر يهيئ هذا الطلوع، شمس الكون هو يسوع المسيح وفجره يوحنا المعمدان.

 

          ثالث بشارة لمريم بتاريخ الخلاص بمولدها لكلمة، بمولد هذا المخلّص المنتظر الذي انتظروه الشعوب لا يحصى عدد الملايين من السنوات لهذا الانتظار الذي نحن نشبههم بهذه الفترة من الآن إلى زمن الميلاد، نسميه زمن المجيء زمن الانتظار زمن مسيرة الشعوب نحو الفادي الإلهي بتذكرها بهذه الفترة من السنة اللوتروجية.وتنفتح هذه البشارة لمريم عند ميلاد يسوع المسيح وبداية شعب اللـه الجديد الذي هو بدايته الكنيسة جماعة المدعوين. الكنيسة هذا شعب اللـه الجديد الذي انفتح لكل الشعوب والذي شبهه الرب يسوع بشبكة ألقيت في البحر وجمعت من كل جنسن هذه الكنيسة هذا شعب اللـه الجديد المنطلق لكل الشعوب، منفتح إلى الأبدية.

 

          لا توجد بشارة غيرها تبقى سائرة لاكتمال الأزمنة وبنهية الأزمنة تبدأ أبدية هذه الكنيسة جماعة المفتدين بالمسيح يعني البشرية كلها قبل المسيح وبزمن المسيح وبعد المسيح. كل هذه البشرية التي افتداها هذه كلّها ستكوّن الكنيسة جسده السري. ومنطلقة مع من نالوا معمودية الدم معمودية الماء أو نالوا معمودية الدم أو نالوا معمودية الشوق أو سينالون. هؤلاء كلهم يؤلفون هذه الكنيسة هذا الشعب السائر. ويقلب هالبشارات الثلاثة.

 

          كان الرب يتدخل بحياة الشعوب والأفراد وهذا التدخل كان اسمه البشارة (الخبر المفرح). لأجل هذا نسمي الإنجيل، لكن لفظة إنجيل يعني ( الخبر المفرح). هذا ليس أي كتاب الخبر المفرح، أنه قرّب يمشي  مع البشرية يحمل لها باستمرار خبر مفرح، إذا هي جماعة الرجاء الإنجيل يذكرنا بهذا الرجاء بشارة سارة مفرحة موجهة لكل إنسان ولكل شعوب الأرض مهما كان دينهم وعرقهم وثقافتهم. وكتاب الإنجيل كتاب مفتوح فيه صفحات بيضاء هذه الصفحات البيض يكتبها كل واحد منا بتدخلات اللـه بحياته. لا توجد كلمة نهائية للإنجيل خبر مستمر وكل إنسان بيولد هو أول خبر حلو من عند الرب. والفترة التي سيعيشها سيكتب فيها صفحته البيضاء في الإنجيل، أي صفحة لقاءه مع اللـه. صفحة تجليات اللـه من خلال كل واحد منا وهكذا نكوّن كلنا هذا الإنجيل الحي.

 

          إذا الإنجيل ليس كتاب جامد وكأنه كتاب تاريخي حامل خبر من الماضي ويوقف عند حدود الخبر، نعم حامل خبر وخبر مفرح من الماضي خبر الكلمة ولكن لا يوقف عند الماضي الذي يورده الإنجيل عن سر المسيح هو ذاته أحداث يسوع المسيح الخلاصية في الماضي هي ذاتها سيرة اليوم وغدا ونسميها اليوم وبعد غدا نسميها اليوم. هو الآن الدائم ليسوع المسيح إنه كتاب من الماضي كتاب يخبّر عن الماضي تاريخ الكتاب يحقق في الحاضر كل ما جرى في الماضي. هذه الحقيقة قالها بولس الرسول: إن يسوع هو هو أمس، ارجع إلى الأمس إلى ألفين سنة، واليوم وإلى الأبد والذي يتغير هم الأشخاص هي الأمكنة هي الظروف، وهكذا كل مرّة تقرؤوا الإنجيل لا تقولوا أننا ما نقرأه حدث ماضي فقط، لكن دائما ضعوا أنفسكم مكان الأشخاص ومكان الأمكنة. أن يكون حدث البشارة الذي جرى بعين كارم وأنا هنا أقرأ هذه البشارة، وزكريا صوت البشارة‘ هو أنا محله. والابن الذي أخبره أنه سيولد هذا أولادنا.وأنه من كل واحد منا مع الكلمة المتكلم يسوع المسيح يجري أحداث الخلاص إنما متلونة بلون كل واحد منا.

 

          هذا هو الإنجيل وإنه ليس كتاب جامد ولكنه كتاب مفتوح صفحاته تكتب كل يوم مع كل واحد منا وما ينتهي إلا بنهاية الأزمنة. الخلاص الذي يتم فينا بتدخلات الرب والإنجيل هو إنجيل الخلاص يعني الخلاص بكل أبعاده خلاص الإنسان من كل شيء يزعجه ومن كل شيء يجرحه وهذه هي الرسالة التي نحملها نحن جماعة الخلاص والرب بواسطتنا يعمل لأجل خلاص الجميع. يمكن أن يتحقق أولا يتحقق هذا الخلاص ولا نعرف بأي درجة وإنما كلنا منطلقين في هذه المسيرة الخلاصية من هنا نسميه تاريخ الخلاص.

 

          مار بولس برسالته للعبرانيين الذي يقول فيها إن يسوع هو هو أمس واليوم وإلى الأبد يتغيروا كل الناس والأمكنة والظروف. هو أيضا الذي يعطي الحقيقة الحلوة إن الرب ثابت هذه هي الكلمة يسوع عندما تجسد أصبح هو عامود البشرية سماه يوحنا نفسه في سفر الرؤية هو الأول والأخير، يقول ليوحنا أكتب أنا الأول والأخير أنا البداية والنهاية أنا الألف والياء. بولس الرسول الفليسوف الكبير عبّر بهذه الكلمة يا رب أنت في البدء أسست الأرض والسماوات كلها صنع يديك هي تزول وأنت باق وكلها كالثوب تبلى ومثل الرداء تطوى وكالثوب تتبدل أما أنت فأنت وسنوك لا تنتهي. هذه فلسفة بولس الذي سميتها الرجاء لكل إنسان أنه لا أحد منا في العالم بأي حالة موجود فيها بعيدا من هذا الذي هو البداية والنهاية.

 

          كل بشارة لشخص هي بشارة للشعب، سمعت ما قال زكريا لكن هذه بشارة لكل الناس بزكريا وأليصابات كبروا بالسن لأجالهم ولد قاتلين حالهم يريدون ولد، لماذا حلوة لهم؟ لأنهم سيرزقون بولد. لكن هي بشرى لكل الشعب لأن هذا الولد الذي سيولد هو هذا الرسول الكبير هذا النبي الكبير، هذا لكم صحيح هذا لكل الشعب. وقلت أنه هذه كانت بتصميم الرب مكافأة لهذا الأب والأم مكافأة للزوجين الذين عاشوا قداسة زواجهم. والرسام لوقا أنه يعرف ماذا يقول: كانا بارين سائرين أمام اللـه والناس بدون لوم محافظين على رسومه. لا شيء يضيع أمام الرب، أليس هكذا نحن نقول أنه أساس كل دعوات الحياة هذا البيت، هذا الملجأ هذا المشتل الذي فيه يتهيأ الإنسان في بيته من حياة ومثل أبيه وأمه، من هناك يختار الرب الناس الذين يريدهم. وإذا الإنسان لم يكن له أساس ببيته مربى عليه لا يستطيع أن يلبي الدعوة الإلهية. وربما لا يضيع شيء عنده كل إنسان يعيش في الخفاء لوجه اللـه الكريم هو يعرف أن يجد النهار والساعة التي فيها يبين تجلياته وثقته.

 

          هذه البشرى إذا هي مثل كل بشرى لا يوجد شيء لنا شخصيا إذ قلنا نعم لكن كل شيء هو لكل الناس، الشعب كله ينتظر المخلص ويقول الملاك لزكريا سيكون لك فرح كبير بمولد يوحنا لأنه هذا ولد أنت انتظرته ولكن يفرح بمولده أناس كثيرون ويشرح ويوصف له الرسالة التي حملها إنها بشارة لكل الناس لأنه هذا سيعد الشعب للرب هذا الذي سيعيد الناس إلى التوبة إلى إلههم. هذا هو الذي سيمشي بقوة إيليا بروح إيليا. الكلام نفسه قاله الملاك للرعاة عندما ولد يسوع أبشركم مين فرحان بالمغارة يوسف ومريم بالولد العجيب ولكن ظهر الملاك يقول للرعاة من خلالهم لكل الشعوب أبشركم بفرح عظيم يكون للعالم كله، ولد لكم اليوم المخلص هو المسيح الرب.

 

          هذه إخوتي وأخواتي كل ولد يولد لأمهن كل واحد منا تسند إليه مهمة كبيرة أو صغيرة هذه إلنا لأهلنا لبيتنا، ولكن هي أيضا ليس لي شخصيا لكن كل شيء عندي حياتي دعواتي امكنياتي منصبي شمسي وجعي آلامي وليس شيء لي ولكن كل هذا لكل الجماعة. وقلنا كل تدخلات اللـه هي خبر مفرح فإذا مضمون هذا الخبر المفرح ليس لي فقط ولكن لكل الناس أريد أن اعرف أعضه وكلي لخدمة الجماعة. ويدخل هذه الولادة المنصب الإمكانيات النجاح كل شيء يدعم الوجه الآخر السلبي تندرج في خط البشارات المفرحة وتتعدى الشخص وعائلته إلى المجتمع الأوسع. وهنا كلام جبران عن الأولاد حين سألوه فأجاب: ( أولادكم ليسوا لكم أولادكم أبناء الحياة يجب عليكم أن تعرفوا كيف تربوا أولادكم ليكونوا للمجتمع وليس لكم فقط.

 

          قال البابا يوحنا بولس الثاني: العائلة المسيحية بشرى سارة للألفية الثالثة، لماذا قال هذا؟ لأن العالم اليوم بدأ يفقد قيمة الأسرى، دخل عليها فساد كبير خاصة بأوروبا بالغرب فقدت الأسرى العائلة قيمتها تفككت قطعت علاقاتها بمعظمها مع اللـه دخل الفساد طار الحب من القلوب، كل عائلة تتكونن كل شاب وبنت يتزوجوا هذه بشرى سارة لهذا الزمن الجديد للألفية الثالثة.

 

          بإنجيل اليوم أيضا زكريا ضرب بالبكم، أنت تكون صامت لا تستطيع أن تتكلمن ما معنى بكم زكريا؟ قال له الملاك ليس هو قصاص فقط لأنه لم يؤمن ولكن أكثر من هذا القصاص ليس للانتقام القصاص حتى نتعظ حتى نفكر. المعلم عندما يقاصص الولد يقول له اركع عند الحائط وعد على نفسك وفكر بكرامتك. ضربه بالبكم حتى يعيش ملء الصمت ملء التأمل بسر اللـه العجيب وهذا البكم يكون علامة للشعب. قالوا عنه صار معه شيء، صار في رؤية، زكريا شاف رؤية، ولو خبرهم ما قال له الملاك لضحكوا عليه وما صدقوه لقالوا عنه مجنون. يجب أن ننظر إلى الأمور بغير منظارنا الضيق، شو عامل بربي حتى ربنا حتى زوجتي، ابني مرض بمرض عضال ومات؟ شو عامل بربي حتى أنا فاشل مش عم بنجح بعملي؟ هذا ليس المنطق، بدنا نعرف نفكر بدنا نعرف نصمت، الصمت هو لغة الحوار مع اللـه. لا أستطيع أن أتحاور مع الرب وأنا عايش مع الضجيج، لا أستطيع أن أسمعه ولا هو يسمعني.

 

          في عصرنا هذا عملوا الموسيقى الصاخبة للشباب حتى لا يقف ولا لحظة مع نفسه، بينما الصمت هو وسيلة أساسية للسماع. لكي أسمع بقلبي يجب علي أن أصمت، عندما امرض أو أفشل أو أفقر عندما الناس تهمشني عندما أموري مش ماشية، وعندما أشعر بنفسي إنني على جنب، هذا ظرف كثير مهم إني أسمع، أسمع نداءات الرب ماذا يقول الرب لي بهذه المناسبة. وكل الكبار بالتاريخ هؤلاء الذين أصيبوا بمصيبة وعرفوا دخلوا في حوار بينهم وبين ربنا كشفوا معنى وجودهم ومعنى حياتهم. بمناسبة مرض عاد إلى نفسه ودخل بحوار مع اللـه، هذا هو بكم زكريا. البكم ليس هو أن أصمت عن الكلام البكم الحالة التي أنا فيها حالة المرض، الوجع، الألم، الزعل، الشيخوخة، الإعاقة، الفقر هذا يضعني في بصمت. ولكن هذا صمت كثير عميق لكي أعرف أن ادخل بحوار بيني وبين اللـه. بكم زكريا ماذا ربنا عمل له هذا العمل؟ ليس لكي ينتقم منه ربنا لا ينتقم من الناس ربنا يخاطب الناس.

 

          سر اللـه ما فينا نتأمل فيه فعلا إلا ليدخل بعمق الصمت هذا الذي اسمه التأمل. هذا نحن الذي بحاجة له في حياتنا اليومية. هذا الذي له بالقداس، مع الأسف قداسنا ما فيه صمت، وإذا وجدت لحظة صمت نرتل ترتيلة كأنه ممنوع الصمت لكن نحن بحاجة للصمت، دعوا الناس يصمتوا ولو للحظة ويتأملوا لحظة صغيرة يعودوا للحديث مع ربنا للشكر لربنا على مناولة جسده المقدس وكيف نسمع كلام الرب وكم نحن بحاجة للصمت.

 

                   أمـــــــــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــــــن